الفلسطينيون في المانيا
وصل الفلسطينيون إلى ألمانيا على أربع مراحل :
المرحلة الأولى: قدم أوائل الفلسطينيين إلى ألمانيا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، في الخمسينيات، وكانوا بضع مئات من الطلاب. أما أولى المجموعات التي أتت بشكل مكثف، فقد كانت في مطلع الستينيات بهدف الدراسة الجامعية، وبلغ عدد الطلاب حوالي 3.000 طالب، وتميَّزت هذه المجموعة التي أتت إلى ألمانيا (وهي الأكبر)، بأنها تكونت من شبان فقط، ويُلاحظ أنَّ معظمهم استقر في ألمانيا حتى يومنا هذا، ومن الملاحظ أيضاً أنَّ هؤلاء اقترنوا بألمانيات، واندمجوا بالمجتمع الألماني، وعاشوا حياتهم المهنية "أطباء ومهندسين"، وحياتهم الخاصة بانخراطهم بالمجتمع الألماني والانصهار به.
المرحلة الثانية: وصلت موجة جديدة من الفلسطينيين في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات، ولم تقتصر على الطلاب، بل وصل عدد من الفلسطينيين الباحثين عن العمل من فلسطين والأردن وبعض الدول العربية الأخرى.
المرحلة الثالثة: وصلت هذه الموجة إلى ألمانيا في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، وجاء معظمهم من لبنان، بعد اندلاع الحرب الأهلية، والاجتياح الإسرائيلي للبنان، وتدمير مخيم النبطية عام 1978م، والحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982م، وارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا، وتلا ذلك حرب المخيمات بين عامي 1985م و1987م، ولذلك؛ غلب على هذه الموجة الطابع الجماعي الذي جاء على شكل أسر بأكملها.
المرحلة الرابعة: جاءت الموجة الرابعة من الفلسطينيين إلى ألمانيا في أعقاب حرب الخليج الثانية، فكان معظمها من الفلسطينيين الذين خرجوا من الكويت، ووصلوا ألمانيا بحثاً عن العمل
يبلغ عدد المواطنين العرب القاطنين في ألمانيا اليوم، ما يقارب 280.259 نسمة. وهناك تقديرات أخرى تتحدث عن ما مجموعه 400.000 إلى 500.000 مواطن ألماني اليوم، من أصول مهاجرة من الدول العربية، بحيث يجري الحديث حول أصول عائلات هؤلاء على أنهم قد قدموا أساسا من الدول العربية. منهم 200.000 تقريبا، فلسطينيون أو ذوو أصول فلسطينية، وقد وصل العديد منهم إلى ألمانيا من لبنان أو الأردن.2 كما يجدر التنويه، إلى أن اكبر تجمع للفلسطينيين في ألمانيا، هو في مدينة برلين، إذ يعيش حوالي 30.000 فلسطيني في هذه المدينة، وهؤلاء مسجلون بمختلف الجنسيات، مثل اللاجئين الفلسطينيين القادمين من لبنان أو سوريا أو الأردن. بينما هناك قطاع واسع منهم من عديمي الجنسية، أو الذين يعانون من وضعية غير واضحة أو محددة فيما يتعلق بأوراقهم الثبوتية والإطار القانوني لتعريف جنسياتهم.
أماكن وجود الجالية الفلسطينية في ألمانيا: يعيش أبناء الجالية الفلسطينية في المدن الألمانية التالية: برلين، هانوفر، بون، ميونخ، هامبورغ، فرانكفورت، أيسن، قولون، فوبرتال.
اندماج الجالية الفلسطينية في المجتمع الألماني: يواجه أبناء الجالية الفلسطينية ممن وصلوا مبكراً إلى ألمانيا، صعوبة في الاندماج الكامل في المجتمع الألماني؛ بسبب اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد، فيما حققوا اندماجاً اقتصادياً سريعًا في المجتمع الألماني، كما حقق الطلاب درجات عالية، وانصهر أبناء الجالية الفلسطينية ممن ولدوا في ألمانيا في المجتمع الألماني.
نطاق عمل أبناء الجالية الفلسطينية في ألمانيا: يعمل أبناء الجالية الفلسطينية في ألمانيا في مختلف المجالات الاقتصادية، وخاصة في مجالات: الطب، والهندسة، والصيدلة، فضلاً عن المجال التجاري بمختلف فروعه، وخاصة قطاعي السيارات والمطاعم.
مؤسسات فلسطينية في ألمانيا: أسس أبناء الجالية الفلسطينية في ألمانيا عدة مؤسسات لتنظيم شؤونهم وتوثيق علاقتهم، وقد حصلت هذه المؤسسات على الموافقة الرسمية وفق القوانين الألمانية، وأبرز هذه المؤسسات:جمعية الجاليات الفلسطينية، اتحاد الأطباء والصيادلة الفلسطينيين، اتحاد المهندسين الفلسطينيين، اتحاد الطلاب الفلسطينيين، جمعية المرأة الألمانية العربية، جمعية النجدة، مؤسسة الكرامة.
العمل الدبلوماسي الفلسطيني في ألمانيا: خلال الحرب الباردة، وقبل الوحدة بين شطري ألمانيا، أقامت ألمانيا الشرقية علاقات كاملة مع منظمة التحرير الفلسطينية، وبعد توقيع اتفاقية أوسلو وتشكيل السلطة الوطنية الفلسطينية؛ كانت ألمانيا أول دولة تفتتح ممثلية دبلوماسية لها في مدينة أريحا، ولألمانيا حالياً ممثلية في مدينة رام الله، وفي المقابل هناك المفوضية الفلسطينية في برلين، والتي يتولى إدارة شؤونها السفير "صلاح عبد الشافي
منذ مطلع كانون الثاني 2012، قامت الحكومة الفدرالية الألمانية برفع وضع المفوضية العامة لفلسطين لتصبح بمستوى بعثة دبلوماسية. وقد جاء إعلان القرار على لسان وزير الخارجية الألماني، أثناء اجتماعه برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله مطلع شهر شباط الحالي. وعليه، فان البعثة الدبلوماسية الفلسطينية ستصبح اليوم بقيادة سفير فلسطيني في ألمانيا، وليس فقط ممثل للسلطة الفلسطينية
عديمو الجنسية :
الغالبية العظمى من اللاجئين الفلسطينيين هم من عديمي الجنسية وفقا للقوانين الألمانية. وهذا لان ألمانيا لا تعترف بدولة فلسطينية، ولا حتى بالمفهوم القانوني للجنسية الفلسطينية كذلك. وفي هذا الصدد، قال (احمد ك) من برلين: "على الرغم من أن لدي بلد –وطن-، إلا إنني مصنف كشخص عديم الجنسية في ألمانيا"، وهذا ما هو وارد في جواز سفره الصادر من قبل السلطات الألمانية؛ حيث ان الاغتراب أو الطرد أو انحلال الدولة يمكن اعتباره سببا لانعدام الجنسية في هذه الحالات. و في حالة الفلسطينيين، فإنهم أصبحوا عديمي أو فاقدي الجنسية، في العام 1948، بعد تعرض بلدهم للغزو من قبل الميليشيات الصهيونية
المجتمع الفلسطيني في برلين
لقد أظهرت التحقيقات الأخيرة، الصادرة عن مكتب برلين- براندنبيرج للإحصاء، أن المهاجرين من أصول عربية يشكلون الجالية الرابعة في الترتيب من حيث الحجم بين جاليات أو مجتمعات اللاجئين في برلين. وبلغة الأرقام، هنالك ما يقرب من 64.000 إنسان من ذوي الأصول العربية في برلين، ويتمتع نصفهم بالجنسية الألمانية. إلا أن غالبيتهم كذلك تتوزع بين منطقتي "ميته" و"نيوكولن"
لكن إذا سعينا لحصر العدد الإجمالي للفلسطينيين من بين هؤلاء، فان ذلك من الصعب تحديده، وهذه الصعوبة نابعة بالدرجة الأولى من عدم تسجيل السلطات الألمانية للاجئين الفلسطينيين كفلسطينيين. فاللاجئون الفلسطينيون يسجلون ضمن مختلف الجنسيات، وفقاً للبلدان التي قدموا منها إلى الأراضي الألمانية، وبشكل خاص من لبنان وسورية والأردن. كما أن الإحصائيات ذاتها تشير إلى وجود 1900 شخص من عديمي الجنسية، بالإضافة إلى 12.000 غير مصنفي الحالة. وبالحديث عن الفئتين الأخيرتين المذكورتين، تجدر الإشارة إلى أنهما في الغالب مكونتان من الفلسطينيين.7
كما تتحدث التقديرات عن أن نصف سكان برلين ذو الجذور العربية الفلسطينية، قد قدموا إلى ألمانيا من لبنان. بينما في نهاية العام 2005، أجرت جمعية الكرمل العربية، وبالتعاون مع مؤسسات وجمعيات عربية أخرى، مسحاً بحثيا، أثبتت فيه أن 30.000 فلسطيني كانوا يعيشون في برلين آنذاك..
المراجع:
https://info.wafa.ps/
https://www.badil.org/