من الفن إلى التصوير ... رحلة إبداع: مصطفى درويش
من الفن إلى التصوير ... رحلة إبداع
مصطفى درويش عوض أحمد : مخيم البص
مصطفى درويش عوض أحمد ولد عام ١٩٣٥ في قرية الزيب الفلسطينية قضاء عكا، وفي مرحلة الدراسة كان يدرس الرسم والفنون على يد الأستاذ القدير المرحوم الفنان عبد الرحمن حيث كان يستمتع بهذه اللحظة كثيراً، وشعر المعلم بأن مصطفى يحب فن الرسم، فطلب منه ان يرسم أسداً، فبدأ مصطفى بالرسم، ويقول" رسمت مربع ومن المربع نزلت ورسمت جسم الأسد ورسمت له ذيل ورسمت أرجل الأسد ثم الشوارب والعنين"، فقال الأستاذ سأعلمك كيف ترسم وبدأ معه في رسم الإبريق، "فقمت برسم الرقبة والخطوط ومن ثم طلب مني أن أصل هذه الخطوط ببعض، فعندما وصلتها ظهرشكل الإبريق"، ومن ثم بدأ بتعليمي كيف أقوم بتظليل الشكل وكيف يبين الشكل نافراً أي 3D، وكل ذلك بقلم الرصاص، انتهينا من هذه الأمور وبدأنا مرحلة كيف نقوم برسم الأشخاص مقاسات الوجه، والكثير من الأمور تعلمتها من الاستاذ عبد الرحمن في فلسطين رحمه الله.
شردنا ولجأنا الى لبنان، والتحقنا بالمدارس لنكمل دراستنا، وأنا تابعت الرسم وكنت عندما أريد أن أرسم شخصاً كان يقول لي والدي حرام أن ترسم الشخص وكيف ستضع فيه الروح هذا حرام، كانت هذه قناعته في ذلك الوقت، فكنت اقوم بالرسم دون أن يعلم والدي، تابعت هذا العمل، فكنت في المدرسة عندما يقوم الطلاب "بالشخبرة" الرسم على اللوح اقوم انا بإصلاحها واقوم ببعض التوصيلات لتصبح رسمة ولوحة رائعة.
انتهت ايام المدرسة والدراسة وحان وقت العمل، عملت بمجالات كثيرة "بالبلوكي بالمجرفة، بالرش، بالليمون..." آخر الأمر تعلمت الكهرباء وعملت بها، ومن بعدها قمت بشراء كاميرا وأصور في المنازل وأصبحت أجني أموالا اكثر من الأموال التي كنت اتقاضاها في مصلحة الكهرباء.
تابعت التصوير وتعلمت تحميض الصور، وأصبح التصوير مهنتي، حتى أصبحت تقريباً من افضل المصورين في لبنان، كيف عرفت بأني من افضل المصورين؟!، في العام ١٩٩٤ في مؤتمر وزراء العرب، أرادوا شخصاً يستطيع تغطية هذا المؤتمر، فأخذني المتعهد لأغطي المؤتمر، فقمت بتغطية مؤتمر وزراء العرب من خلال التصوير، وبعدها قامت ألمانيا بعمل عيد للبيرا فأيضاً قمت انا بتغطيته، وبعد ذلك لم يعد يأخذني احد، فسألت المتعهد عن الأمر فقال لقد علموا بانك فلسطيني وقالو لي لازم تجيب اي حدا لبناني، لان هذا العمل كان من ضمن وزارة السياحة اللبنانية. فهذه قصتي مع التصوير ومن هون قررت انه يجب أن ننتقل لبلد يحمينا فسفرت أولادي واخذو جنسيات من دول اخرى وذلك ليحموا أنفسهم من أن يتعرضوا لهذه العنصرية.
ومع تقدم العمر فقمت ببيع استيديو التصوير، وتكفل أولادي بنفقتي، وعندما شعر أولادي بأنني أصبحت أمل وأضجر من دون عمل فاقترحوا علي أن ارسم، اشترى ابني لي الألوان والأوراق والريش وبدأت بالرسم، وبدأت أرسم لوحة بعد لوحة، وبدأت أقوم بدورات رسم للشباب الراغبين بتعلم الفن.