يوم اللاجئ العالمي

يوم اللاجئ العالمي

يوم اللاجئ العالمي

بقلم ريم العتيبي

في يوم اللاجئ العالمي، تصمت الكلمات  لكنها تبكي بصوتٍ خفيّ لا يسمعه إلا من عرف وجع الرحيل والبعد عن الوطن من أصبح البعد بينه وبين أهله حاجز مخيف ينام ويستيقظ على مراقبة اخبارهم  ويتمنى ان لايصيب أحد مكروه وهو بعيد  ان من ذاق مرارة الغربة هو من  نامَ ليلهُ على ذ كريات   والتحفَ شوقًا حنين البلاد  إلى وطنٍ لم يودعه عن رضا، بل حمله القدر على أكتافِ التعب مجبراً 

 

اللاجئ ليس مجرد رقم في سجلات الأمم المتحده ولا خيمة في مخيمٍ ناءٍ، بل هو قصة تمشي على الأرض... قلبٌ مشرّد، وذاكرة مُعلّقة بين ماضٍ لا يُنسى ومستقبلٍ لا يُرى. هو من استيقظ ذات فجرٍ على صوت القصف لا على زقزقة العصافير من ودّع أمه بين صرخة ورجفة ودمعة ومن حمل أطفاله مجبرا ليعبر بهم حدود الموت إلى احتمال الحياة.

 

اللاجئ هو الحنين حين يصبح وجعًا... هو البيت الذي صار صورة باهتة  في ألبوم صور حمله معه عند الرحيل من وطن  لا يمكن العودة إليه، هو المدرسة التي هُدّمت،  هو الذاكرة المتكسّرة على أرصفة الشتات.

 

أيها العالم، اللاجئون لا يحتاجون شفقة... بل عدالة. لا يريدون مأوى مؤقتًا، بل عودة  لوطنًهم . لا يحتاجون إلى كلمات تضامن، بل إلى أفعال تعيد إليهم حقّ الحياة   حقّ أن يعودوا حيث ينتمون، لا حيث تُفرض عليهم الإقامة.

دعونا لا نحدّق في صورهم بحزن صامت، بل نحمل قضيتهم في قلوبنا، نحملها كما يحمل اللاجئ مفتاح بيته في عنقه، كأنما الزمن سيتراجع ذات يوم، ويُعيد له حقّه المسلوب.

 

يا لوعة أمٍ تنتظر صوت ابنها من خلف الحدود، ويا أنين أرضٍ تفقد وجوه أحبابها، ويا وجعَ لاجئٍ يستيقظ في  الشتات كل صباح يسأل الى متى 

"هل سأعود هل سأرى وطني قبل أن تغمض عيني للأبد؟"

 

تمضي الأيام، ويبقى اللاجئ هو العابر في الذاكرة، الطيف الذي لا يعود، الصوت الذي لا يصمت، والدمعة التي لا تجف…

كأنما كتب عليه أن يعيش   نفيًا في الروح قبل الجسد    في كل خيمة هناك قصة، وفي كل عينٍ من عيونهم دمعة   وفي كل نبض لاجئ حنينٌ موجع لا يُروى...

في كل خطوة شاردة على طرقات الغربة، تسير أوطانٌ بأكملها متنكرة بهيئة إنسانٍ أنهكته الحياة، لكنه لا يزال يحتضن الأمل كأنه طفلٌ لا يريد أن يموت  قبل ان يركض ويلعب قبل ان يتسلق أشجار الوطن

 

يا من تقرؤون، لا تكتفوا بالدعاء لهم من بعيد، بل ادعوا لأنفسكم ألا تعرفوا هذا الطريق الموجع ان لاتعرفوا كيف تخسرون أثمن الأشياء ادعوا الله ان لاتعرفون.

طريق الرحيل من غير وداع، طريق البلاد التي تخرج منكم قبل ان تخرجوا منها  طريق "اللا مكان"، حيث لا الجدران جدرانكم، ولا الهواء ملائم لأنفاسكم

 

ادعوا الله ان لا

تسمعوا صراخ البيوت حين تُقصف، وبكاء الطفولة حين تُنتزع من مهدها، وتنهيدة الجدات اللواتي ينتظرن بابًا لا يُفتح أبدًا.

على  العالم ان يعرف  ما معنى أن تفقد كل شيء وتُجبر على أن تواصل الحياة كأن شيئًا لم يكن.

 

وما أقسى أن تبقى حيًّا... بعد أن ماتت فيك كل البلاد       

  

 



تصدير المحتوى ك PDF

إضافة محتوى