صور من ذاكرة المخيم

صلاح ابو الهيجاء / مخيم اربد
حينما تعيش في غربة مع نفسك فأنك لا تمتلك الا أحلامك وبقايا اسمك ...
فهي الأيام تمر بحلوها ومرها دون مقدمات او استئذان من احد ..
فأنا المصلوب على عيدان تشتعل وابحث بين ركام الدنيا عن بصيص امل.
لا يهمني أين ومتى سأموت بقدر ما يهمني ان التحف محبة الناس والشعور بفرحهم وترحهم....
واعود بين الحين والحين إلى سنوات مضت بلا رجوع .
ووجوة تغيرت قهرا وفقرا ومرضا وقليل من البطر والتكبر والتغير..
ويسكنني الحنين والخوف من ذاك المجهول .
واستمد عطر ذاكرتي من رائحة المطر والطين وانزعاج التراب .
ومن ضحكة امي وعرق ابي ومنديل حبيبتي التي كانت تسكن بذات حارة من حارات المخيم...
وتجرات ذات يوم وبلحظة بطولية مطلقة ان اكتب لها رسالة غرام وحب وتوجتها برسم ❤️ قلب حب وحرفها الأول..
ولم يقرأ رسالتي الا انا فما زلت احتفظ بها لأنني شعرت لحظة أنني اكسر ثماثيل العادات والتقاليد واتعدى كل قوانين الادب والاخلاق... لنقتحم معترك الذكريات والماضي...
شارع الأطباء الذي سمي فيما بعد بعد التقدم والازدهار والحضارة وهدم الزينكو وهجر الطين والقش واعادة الأعمار بما يتناسب مع بقاء الحب.
فكانت اول صيدلية في المخيم سميت صيدلية بشار،بجانب عيادة الطبيب الإنسان المرحوم الدكتور (رضوان السعد - ابو احمد) والذي أصبح ابنه احمد طبيبا مكان والده الان.
وكان يدير الصيدلية ابو بشار الزعبي.
وتسير قليلا لتدخل مسجد المخيم الكبير فبعد الشيخ البرقاي استلم الامامه الشيخ ناجي صاحب الحضور القوي والشخصية الرزينه وكان مرجعا للناس باي قضايا دينيه واجتماعية.
وكان من عوامل نجاحه حب الناس وقناعاتهم بما يقول إضافة للرجل الذي كان عبارة عن سند المؤذن ابو حسن الذي كان يخشاة الصغار وبعض الكبار وابو عدنان الزعبي الذي كان أكثر هدوءا من ابو حسن.
إضافة إلى ابو جبريل دخان الذي كان يعاونهم دون مقابل في خدمة المسجد والاذان والاقامه.
مقابل المسجد كانت ملحمة الحاج ابو عودة كلش الذي كان من وجوه المخيم .
وبقرب المسجد كان الرجل الهادئ ابو فارس معبد بدكانة التي تضم الأسمنت والرمل والمواد الغذائية والالبان إضافة إلى تجميع الخبز اليابس وانطلاقة الباصات للعمرة والحج
وكانت سنده في الحياة والعمل والتعب وتربية العائله زوجته ام فارس.
بالمقابل كان محل فلافل لصاحبه ابو فؤاد ابو حجاب وكان مستقر جديدا في حارات المخيم قادما من لبنان مستأجرا محل الحاجه ام فتحي البردوية وتحول المحل فيما بعد لفرن بإدارة المرحوم ابو محمد حمديه .
وكانت فرحتنا ونحن صغار بإنشاء مكتب سيارات بالاجره تكسي المخيم لصاحبه يوسف العسكري وعلي الدخيل وبدأ العمل ب٥ سيارات أصحاب المكتب إضافة للسائقين احمد أبو المنى وإبراهيم ابو حسان وسعود العلي .
ودخول خدمة باصات المخيم لأبناء الحايك حيث كان يلف المخيم وموقفه عند المسجد الكبير في السوق وبعدها أصبح مقابل بلدية اربد.
وتسير بالشارع الممتد ما بين تجاعيد التاريخ ونسيان خرائط الجغرافيا.
فتجد ابو حمديه الرجل الوقور وكان يبيع الرمل والأسمنت وكل ما يتعلق بالبناء .
يقابله بقالة يديرها رجل يسمى ابو ياسر بجانبها محل صغير بإدارة عجوز حديدية ام ابراهيم درويش تبيع البوظه والشراب والبيبسي.
أصبحت مكانها الان بقالة أبناء جمعه الخطيب المحترمين .
ويمتد الشارع فتجد محل ابو حسن العيلوطي فتجد اللبن واللبنه والاجبان ....
ومقطع هذا الشارع ساحة سميت بساحة الأفراح كانت تجمع كل الناس بفرح ليشارك الجميع عل. أنغام مجوز السبعاوي او ابو عدنان او ابو فاروق وبعدها شبابة محمد الوشاحي وفاروق.
وكما كان الجميع يشارك اتراح الناس بطقوس مقدسه .
غيض من فيض واختلفت الدنيا والناس منهم من رحل ومنهم من ينام على بقايا ذكريات ومنهم من سافر وهي حياة تستمر ليوم القيامه .
تروح الامكنه وتسافر الازمنه ويموت ناس وتخلق ناس قانون الدنيا حتى يأتي امر الله....
وتمنيت حين كبرنا وافترقنا لو ان هناك سوقا يبيع السنين ويعيد القلوب وويحي الحنين.
تصدير المحتوى ك PDF