نمر حجاب.. شاعر فلسطين الذي حمل ترابها على رأس

لكل صورة حكاية وتاريخ:
موقف مؤثر: تسلّم المرحوم الأستاذ نمر حجاب هدية من الباحث الفلسطيني جوني منصور بتاريخ 8-4-2013، القادم من بلدة المرحوم الياجور قضاء حيفا، صندوقًا به حفنة من تراب الياجور، وضعها على رأسه وطاف بها في قاعة نادي الجليل، وأدمعت عيناه وقال: "هذه أجمل هدية في حياتي"، وتمنى العودة لأرض الوطن، ولكن أخذه القدر قبل تحقيق أمنيته.
تعود هذه الصور للمرحوم الأستاذ نمر حجاب، الأديب والكاتب والشاعر، والناشط الاجتماعي المميز، قامة وطنية تربوية مقدّرة، صاحب السمعة الطيبة، وعروبيٌّ حتى النخاع، عشق فلسطين كما عشق الأردن وسوريا والعراق وكل الأقطار العربية. عمل لفترة قصيرة في إدارة نادي الجليل في مطلع الثمانينيات، وكان له حضور في معظم أنشطة النادي. عمل معلمًا ومديرًا في مدارس وكالة الغوث في إربد لمدة 37 عامًا، وعضوًا في رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب العرب. ترأس فرع رابطة الكتاب الأردنيين في إربد لفترتين (1984/1985 و1990/1991)، وترأس لجنة إحياء التراث الشعبي الفلسطيني في الثمانينيات في شمال الأردن، وعضو مجلس بلدية إربد بالانتخابات 1995-1999. له مشاركات واسعة في الأردن والقاهرة واليابان، وله مؤلفات عديدة. حاز على درع رابطة الكتاب الأردنيين عام 2007، ودرع بلدية إربد للمعلمين المميزين عام 2010، ودرع مؤسسة البابطين لشعراء القرن العشرين عام 2009.
انتقل إلى رحمته تعالى يوم الجمعة الموافق 14/12/2013، وبعدها بأيام طلب مني ابنه السيد أجود، وعملت له فيلمًا خاصًا عن المرحوم، وأجريت اتصالات، وحجزنا قاعة اليرموك، وأقيم له حفل استذكار يليق بمناقب المرحوم وإنجازاته، وفي نفس اليوم كانت لي سفرة خارج الأردن، وللأسف لم أحضر الحفل، وترك ذلك في نفسي غصة، ولكن نجح الحفل بحضور الأهل والأصدقاء. والحقيقة تُقال بحق المرحوم: فهو إنسان رائع بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، دمث الخُلق، متواضع، وفيّ، ومخلص في عمله. كل من عرفه أحبه واحترمه. كانت أمنيته العودة إلى بلدته ياجور ليموت هناك، ولكن هيهات...
رحمه الله، وأدام الله على أسرته وعائلته الصحة والعافية والحياة السعيدة.
من أرشيف د. عبد الكريم دسوقي كنعان – 30/4/2025
تصدير المحتوى ك PDF