النكبة

النكبة أو حرب 1948.. كيف مهدت المنظمات الصهيونية لقيام إسرائيل؟
أول حروب العرب مع إسرائيل، دارت عقب إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وإعلان قيام إسرائيل، منتصف مايو/أيار 1948، وأودت بحياة آلاف الجنود من الطرفين، وانتهت بهزيمة العرب، فأطلقوا عليها حرب "النكبة".
أسباب الحرب
كان سعي اليهود لإقامة وطن لهم في فلسطين سببا رئيسيا لهذه الحرب، فقد سعوا -بمعاونة دول غربية- لتفريغ فلسطين من سكانها العرب، وإقامة دولة إسرائيل، وهو ما أكده عضو الكنيست الإسرائيلي السابق يشعياهو بن فورت بقوله "لا دولة يهودية بدون إخلاء العرب من فلسطين ومصادرة أراضيهم وتسييجها".
وانتهج الاستيطان اليهودي فلسفة أساسها الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، بعد طرد سكانها الأصليين بحجج ودعاوى دينية وتاريخية مزعومة، والترويج لمقولة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض".
وقد سعت "الحركة الصهيونية" في النصف الثاني من القرن التاسع عشر للسيطرة على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية، كما دعا المبشرون الأميركيون اليهودَ إلى العودة إلى أرض صهيون (فلسطين)، وكان أولهم راعي الكنيسة الإنجيلية القس جون ماكدونالد سنة 1914.
شهدت فترة الدولة العثمانية أولى مراحل الاستيطان، ولا سيما بعد انعقاد مؤتمر لندن عام 1840. واستمرت هذه المرحلة حتى عام 1882، وأطلق البعض عليها اسم "الاستيطان الروتشيلدي"، نسبة إلى المليونير اليهودي البريطاني ليونيل دي روتشيلد، الذي تولى إنشاء المستوطنات في هذه الفترة، حتى وصل عددها إلى 39 مستوطنة يسكنها 12 ألف يهودي.
ورغم عدم ترحيب الدولة العثمانية بالاستيطان اليهودي في فلسطين، إلا أن نظام حيازة الأراضي فيها في العهد العثماني ساعد على توسيعه، حيث استغلت المنظمات اليهودية العالمية كل الظروف لتكثيف الاستيطان وترحيل يهود العالم إلى فلسطين.
وبعد صدور وعد بلفور سنة 1917، الذي كان يقضي بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، ودخول فلسطين تحت الانتداب البريطاني، نشطت المؤسسات الصهيونية، ولعبت حكومة الانتداب دورا كبيرا في تمكين اليهود من السيطرة على مساحات كبيرة من الأراضي الفلسطينية.
وتعتبر مرحلة الانتداب البريطاني المرحلة الذهبية للاستيطان، حيث دخلت بريطانيا فلسطين وهي ملتزمة بوعد بلفور، وبذلك أصبح الاستيطان اليهودي يتم تحت رقابة دولة عظمى عملت على مساندته ودعمه.
في هذه المرحلة خضع الاستيطان لاعتبارات سياسية، فأقيمت مستوطنات في مناطق إستراتيجية، وكانت على شكل مجتمعات مغلقة "غيتوهات".
ومع صدور الكتاب الأبيض سنة 1930، الذي أقر تقسيم الدولتين، وحدد أعداد اليهود المسموح لهم بالهجرة خلال السنوات الأربع اللاحقة، قررت المنظمات الصهيونية الإسراع في عمليات الاستيطان في المناطق التي لم يسكنها اليهود، لتشمل أوسع مساحة جغرافية ممكنة في حالة حصول تقسيم لفلسطين.
وتميزت السياسة الاستيطانية خلال فترة الانتداب بتوزيع المستوطنات الزراعية توزيعا إستراتيجيا على حدود الدول العربية المتاخمة لفلسطين، حيث أقيمت 12 مستوطنة على حدود الأردن، ومثلها على حدود لبنان، وأقيمت ثماني مستوطنات على حدود مصر، وسبعة على حدود سوريا.
وكثفت المنظمات الصهيونية في السنوات السابقة لقيام إسرائيل الاستيطان في السهل الساحلي بين حيفا (شمال غرب القدس) ويافا (غربا)، كما تملكت مساحات كبيرة في القسم الشمالي من فلسطين وخاصة في سهل الحولة، وإلى الجنوب من بحيرة طبريا على طول نهر الأردن وعند مصبه.
معاني النكبة : تحولات عبر الزمان والمكان
منذ احتلال فلسطين سنة 1948، وفي الخامس عشر من أيار/ مايو كل سنة، يحيي الفلسطينيون في أماكن تجمعاتهم في الوطن والشتات كافة، ذكرى النكبة ، التي تمثّلت بتشريد نحو ثلاثة أرباع مليون فلسطيني وتحويلهم لاجئين، وتدمير مئات القرى وعشرات المدن الفلسطينية التي احتُلت في ما أصبح يسمى دولة إسرائيل، في حين مُحِيَ اسم فلسطين من الخارطة.
كان للنكبة الفلسطينية تداعياتها على البلدان والشعوب العربية، فهي لم تعنِ ضياع فلسطين كجزء عزيز من الوطن العربي فحسب، بل كانت كذلك فاتحة هزائم العرب الكبرى، إذ تسبّب قيام كيان غريب في فلسطين بتهديد الاستقرار الإقليمي وتبديد الطاقات والثروات العربية وإعاقة مشاريع التنمية العربية وتعطيل تحقيق الوحدة العربية.
وولّدت النكبة الفلسطينية أدباً سياسياً عربياً حاول منتجوه، من منطلقات فكرية متنوعة، وعْيَ معناها ومعرفة أسبابها وتلمس السبل الكفيلة بتجاوزها، وبرزت في إطار هذا الأدب السياسي مقاربات نقدية رأت في النكبة نتيجة منطقية ومتوقعة للتخلف العربي، وحصيلة عقلانية لمواجهة طويلة بين مجتمعات عربية تقليدية وبين مجتمع يهودي حديث حظي بدعم الاستعمار الأوروبي، فهذا قسطنطين زريق يعتبر في كتابه "معنى النكبة" (إصدار آب/ أغسطس 1948)، أن هناك سبيلين مترابطين لتجاوز آثار النكبة: الأول هو التجدد الحضاري، بمعنى أن يواكب العرب عصرهم وتقوم في بلدانهم مجتمعات علمية وتقدمية، والثاني هو الإنشاء القومي، بمعنى قيام كيان قومي عربي متحد تقدمي.
كانت نكبة 1948 حدثاً أسَّس لكارثة الشعب الفلسطيني، المتمثلة بسلسلة من الأحداث المأسوية التي تظهر أكبر تجلياتها في لجوء الفلسطينيين وتشردهم المتواصل: من الضفة الغربية وقطاع غزة بعد حرب حزيران / يونيو 1967، ومن لبنان بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان صيف سنة 1982، وأثناء "حرب المخيمات " (1985-1987)، ومن الكويت في عامَي 1990-1991 بعد الغزو العراقي للكويت ، ومن ليبيا عام 1994، ومن العراق عام 2003، ومن سوريا بعد اندلاع الأحداث الدامية فيها عام 2011.
وإذا كان الفلسطينيون في مخيمات لجوئهم في بلدان الشتات وفي دول الاغتراب البعيدة، يحيون يوم النكبة بتنظيم مسيرات العودة وبالدعوة إلى الاعتصام أمام مقرات هيئة الأمم المتحدة ، فإن الفلسطينيين المهجَّرين داخلياً الذين لم يغادروا ما أصبح يسمى فيما بعد إسرائيل يقفون أيضاً في هذا اليوم على أطلال قراهم المدمَّرة، إذ تقوم اللجنة القطرية للدفاع عن حقوق المهجّرين في الداخل بتنظيم مسيرة العودة إلى القرى الفلسطينية المهدَّمة والمهجَّرة: إقرت وكفر برعم وإجزم وصبّارين وصفّورية والبروة والدامون واللجّون ... وغيرها الكثير الكثير، هذه المسيرة التي غدت تقليداً سنوياً يعبّرون من خلاله عن رفضهم مشاريع الاقتلاع والتشريد، وعن تمسكهم بحق العودة الى هذه القرى.
وباشتراك فلسطينيي الداخل والشتات في إحياء الذكرى، هم يؤكدون وحدتهم كشعب، ويجددون تمسكهم الثابت بحقوقهم التاريخية، وخصوصاً حق العودة. ومنذ سنة 2008، التي مثّلت منعطفاً في وعي الفلسطينيين النكبة بعد مرور ستين عاماً على وقوعها، صار الوعي الجمعي الفلسطيني بأهمية إحياء الذكرى يتزايد عاماً بعد عام، بكل ما يرمز إليه ويحمله من أبعاد ودلالات ومعان سياسية ووطنية.
أنكرت الحركة الصهيونية النكبة الفلسطينية منذ وقوعها، ومنعت ذكرها أو الحديث عنها، وصارت تحتفل بيوم النكبة كل عام، في الخامس من إيار بحسب التقويم العبري (الذي طابق يوم 15 أيار/ مايو 1948)، باعتباره يوم احتفال بـ "الاستقلال". وسن الكنيست الإسرائيلي في سنة 2011 قانوناً يحظر على المؤسسات العامة الممولة من الدولة إحياء ذكرى النكبة، ويفرض عقوبات اقتصادية على السلطات المحلية والمؤسسات التعليمية والثقافية والاجتماعية إذا نظّمت أو شاركت في إحيائها، وأضيف القانون إلى سلسلة القوانين العنصرية التي تنتهك حقوق العرب الفلسطينيين في إسرائيل، وخصوصاً حقهم في التعبير عن آرائهم وامتلاك روايتهم التاريخية الخاصة، وهو يهدف -عبر منع تعليم تاريخ فلسطين بشكل يختلف عن الرواية الرسمية الصهيونية- إلى محو الذاكرة الجماعية للفلسطينيين عن النكبة من وعي الأجيال الشابة.
وبالتوازي مع هذه الإجراءات، تصر السلطات الإسرائيلية على انتزاع اعتراف الشعب الفلسطيني وقيادته الوطنية بإسرائيل "دولةً للشعب اليهودي"، وذلك كي ينكر بنفسه وجوده شعباً متجذراً في تاريخ وطنه، وينسى المآسي التي عاناها منذ 1948، ويرضى بطمس حقوقه الوطنية المشروعة، وخصوصاً حقه في العودة.
كما تواصل السلطات الإسرائيلية فصول جريمة نكبة الشعب الفلسطيني، من خلال تكثيف الاستيلاء على المزيد والمزيد من الأراضي العربية، وخصوصاً في منطقة النقب ، ما يؤدي إلى تهجير عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين من بيوتهم، كما تعمل على تطوير مشاريع الاستيطان اليهودي في المدن الفلسطينية التاريخية، مثل عكا وحيفا ويافا ، بهدف تفريغ هذه المدن من سكانها الفلسطينيين.
وفي الوجه الآخر من الصورة، تقف قوى يهودية قليلة داخل إسرائيل في مواجهة السياسات الصهيونية الرسمية، وتسعى إلى تعميق الوعي لدى الجمهور اليهودي إزاء النكبة، من أبرزها جمعية "زخروت " (ذاكرات، تأسست سنة 2002)، التي تعتبر الاعتراف بحق العودة مفتاح السلام والمصالحة بين الشعبين الفلسطيني واليهودي الإسرائيلي، وتشارك الفلسطينيين إحياء ذكرى النكبة، وتركّز نشاطاتها بوجه خاص على القرى الفلسطينية المهجّرة، من خلال تنظيم مسيرات العودة إليها وعقد الندوات وتنظيم معارض الصور عنها.
وشكّلت الثقافة الفلسطينية المرآةَ التي رسّخت معنى النكبة في الوعي الفلسطيني وطوّرته وتحولت حافظةً للهوية الوطنية، فانقلاب حياة الفلسطينيين رأساً على عقب بعد النكبة أفضى إلى تغيير في أشكال تعبيرهم الأدبي والفني، حتى بات هناك ما يُعرف بـ"أدب ما قبل 1948" و"أدب ما بعد 1948"، و"أدب المنفى" و"أدب الداخل".
وسيطر على "أدب الداخل" موضوع المقاومة بشكل كبير، حيث إن الفلسطينيين الذين بقوا في وطنهم لم يكن أمامهم سوى خيار الرحيل أو المقاومة، فاختاروا المقاومة، وصارت قصائد محمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زيّاد وغيرهم، أغانيَ لمعارك العرب الفلسطينيين ضد التمييز القومي الذي مارسته السلطات الإسرائيلية.
أما "أدب المنفى" فتميز، بسبب وقوعه تحت ضغط معاناة التشرد، بوصفه "أدب الحنين والانتظار"، الحنين إلى الوطن الضائع وانتظار العودة إليه، فصوّر الأدباء الفلسطينيون فيه المأساة التي لحقت بشعبهم، وعكسوا في أشعارهم وقصصهم ورواياتهم آلام النكبة والتشرد والضياع والعذاب النفسي والشعور بالغربة والاغتراب، وهو ما عبّرت عنه أصدق تعبير قصص سميرة عزّام (نشرتها في بيروت في سنة 1953) وأشعار هارون هاشم رشيد ، ومنها ما ورد بصوت فيروز : "سنرجع يوماً الى حيِّنا/ ونغرق في دافئات المنى/ سنرجع مهما يمر الزمان/ وتنأى المسافات ما بيننا"، ورسومات إسماعيل شمّوط ، وبخاصة "سنعود" و"إلى أين؟".
وفي مطلع الستينيات، ومع نشر رواية غسان كنفاني "رجال تحت الشمس"، راحت تطغى روح التمرد على أدب المنفى، وهو الأدب الذي شهد اندفاعة جديدة مع ولادة المقاومة الفلسطينية بعد هزيمة حزيران/ يونيو 1967، ومنذ ذلك الحين أصبحت المقاومة الموضوع الرئيسي للإنتاج الأدبي الفلسطيني في الوطن والمنفى على حد سواء، وبرزت في ظلالها على الصعيد الفني، إلى جانب الرسم، أشكال تعبير فنية جديدة، كالسينما والمسرح.
وفي السنوات الأخيرة، صارت الثقافة الفلسطينية تنحو نحو الاستقلال عن شرطها التاريخي وتطمح إلى تعميق طابعها الإنساني المنفتح، وهو ما عبّر عنه -على سبيل المثال- محمود درويش، الذي صار يتطلع في سنوات حياته الأخيرة إلى كتابة "الشعر الصافي"، والسينمائي هاني أبو أسعد في فيلمه "عمر" (حائز إحدى جوائز مهرجان كان السينمائي العالمي سنة 2013)، الذي يغوص فيه بعيداً من الخطاب السياسي في العالم المعقد إلى حياة الفلسطيني اليومية.
لا شك في أن النكبة، أو التراجيديا الفلسطينية، ستظل نبعاً لا يجف ومعيناً لا ينضب في الثقافة الفلسطينية.
بقلم: ماهر الشريف
النكبة: ماذا حدث في 1948؟ ولماذا يحمل الفلسطينيون "مفتاح العودة"؟
في 15 مايو/ أيار من كل عام، يُحيي الفلسطينيون حول العالم ذكرى النكبة.
فخلال الشهور الأخيرة من عام 1947 وحتى أوائل عام 1949، أصبح نحو 750 ألف فلسطيني لاجئين خارج الأرض التي أصبحت إسرائيل.
طُرد معظم هؤلاء أو فروا خوفاً على سلامتهم ولم يسمح لهم بالعودة.
ويحيي "يوم النكبة" ذكرى فترة النزوح الأول تلك والعقود التالية التي عاشها ملايين الفلسطينيين في المنفى. وفي هذه المناسبة التي تحتدم فيها المشاعر لطالما اندلعت أعمال عُنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدى السنوات.
ولكن، كيف حدثت النكبة؟ ولماذا يرفع الفلسطينيون "مفاتيح العودة" عند إحياء هذه الذكرى؟
نشأة الصهيونية والثورة العربية في فلسطين:
في أواخر القرن التاسع عشر ظهرت الصهيونية كحركة سياسية متنامية في أوروبا.
وقال مؤسس الحركة، ثيودور هيرتزل، في عام 1896 إن إقامة دولة لليهود من شأنه أن يكون علاجا لقرون من مشاعر معاداة السامية والهجمات ضدهم في أوروبا.
وفي عام 1917، أصدرت بريطانيا، التي سيطرت لاحقاً على منطقة فلسطين في أعقاب سقوط الإمبراطورية العثمانية، وعد بلفور.
وتعهدت وثيقة وعد بلفور بالمساعدة على "إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين".
كما طالبت بضمان عدم المساس "بالحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية الموجودة بالفعل في فلسطين".
ونزح آلاف اليهود المهاجرين إلى المنطقة (فلسطين تحت الانتداب) هرباً من الاضطهاد المتزايد، لا سيما في دول أوروبا الشرقية.
ومع تسارع وتيرة هجرة اليهود، وقعت مواجهات عنيفة بين اليهود والفلسطينيين في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين. وأسفرت المواجهات الأولى عن سقوط مئات القتلى من الجانبين.
وعمد المهاجرون اليهود إلى شراء مساحات كبيرة من الأراضي من صغار المزارعين ومن النخبة العرب. ولكن تدريجيا تأججت المشاعر ضد هؤلاء اليهود المهاجرين، لا سيما مع استيطانهم في تلك المزارع التي أصبحت ملكاً لهم، وقيامهم بطرد المستأجرين من المزارعين العرب.
وفي عام 1936، انتفض الفلسطينيون العرب انتفاضة كبرى عُرفت باسم الثورة العربية الكبرى ضد الحكم البريطاني – مطالبين باستقلال العرب وبإنهاء سياسة الهجرة اليهودية وشراء الأراضي.
ويقول مؤرخون إن أكثر من 5,000 فلسطيني قُتلوا، بينما أصيب نحو 15 ألفاً مع انتهاء الانتفاضة في عام 1939. وأضاف المؤرخون أن القتلى من البريطانيين واليهود كانوا بالمئات.
التعليق على الصورة،خريطة فلسطين تحت الانتداب البريطاني
وفي أعقاب الثورة العربية، أصدرت الحكومة البريطانية وثيقة الكتاب الأبيض لعام 1939، والتي نصت على تقييد هجرة اليهود إلى فلسطين بشكل كبير على مدى السنوات الخمس التالية، وضرورة موافقة العرب على أي موجة هجرة يهودية جديدة.
كما تعهدت بريطانيا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في غضون السنوات العشر التالية - إذا أمكن ذلك – على أنْ يتقاسم فيها الفلسطينيون واليهود مهام السلطات الحكومية. وألمحت الوثيقة لخطط إنهاء الانتداب البريطاني.
وربما مثّل هذا بعض "الانتصار" للمفاوضين العرب، لكنه لم يجلب السلام، إذ تلا ذلك وقوع اشتباكات بين جماعات يهودية شِبه مسلحة وقوات بريطانية.
وفي السنوات اللاحقة، أدرك البريطانيون صعوبة الاستمرار في الحكم، أو تحقيق تعاون بين ممثلي العرب واليهود.
وكان البريطانيون قد فشلوا في وقف موجات الهجرة اليهودية بأعداد كبيرة إلى المنطقة – وقد شعر البعض بأن سُمعة بريطانيا باتت في خطر في ظل لجوء الأسطول البريطاني - في بعض الأحيان - إلى العنف لمنع وصول السفن المليئة باللاجئين اليهود.
قرار التقسيم
في عام 1947، بعد أن أعلنت الحكومة البريطانية عن خطتها لإنهاء الانتداب على فلسطين، تبنّت الأمم المتحدة القرار 181، والذي دعا إلى تقسيم أرض فلسطين إلى دولتين: يهودية وعربية، على أن تكون القدس تحت إدارة الأمم المتحدة.
وبحسب الوثيقة، خصص القرار نحو 55 في المئة من الأرض لليهود.
وتضمن هذا التقسيم العديد من المدن الرئيسية التي تضم أغلبية فلسطينية، وكذلك الساحل الحيوي من حيفا إلى يافا.
وخصصت الوثيقة للدولة العربية ثُلث الساحل باتجاه الجنوب. وقد رأت القيادة العربية آنذاك أن هذا التقسيم من شأنه أن يحرم الفلسطينيين من الوصول المباشر إلى أراضٍ زراعية ومرافئ بحرية رئيسية.
ورفضت القيادة الفلسطينية قرار التقسيم، بدعوى أنه غير منصف، وبأنه ينتهك ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بحق تقرير المصير.
لكن الأمم المتحدة صوتت لصالح قرار تقسيم الأرض وإقامة دولة لليهود وأخرى للعرب.
وخلال الشهور التي سبقت إعلان إسرائيل استقلالها، هاجمت مليشيات عربية مستوطنات يهودية وقامت بعزلها، وعلى الجانب الآخر، صعّدت مليشيات يهودية هجماتها على قرى فلسطينية، متسببة في نزوح الكثير من الفلسطينيين. كما زاد العنف ضد الحكم البريطاني في تلك الفترة.
وفي أوائل عام 1948، صعّد المقاتلون اليهود هجماتهم، وحاصروا مناطق مخصصة للدولة اليهودية، واستولوا كذلك على مناطق كبيرة مخصصة للعرب.
التعليق على الصورة،أعلنت إسرائيل استقلالها في مايو/ أيار من عام 1948
في 14 مايو/ أيار من عام 1948، انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين، وأعلنت إسرائيل إقامة دولتها.
فأقدمت قوات من سوريا، ومصر، والأردن، ولبنان، والسعودية، والعراق على غزو المنطقة – وشاركت مصر والأردن بالنصيب الأكبر في الحرب.
ألحقت إسرائيل الهزيمة بالجيوش العربية، واحتلت الأرض التي كانت مخصصة في البداية للفلسطينيين بمقتضى قرار التقسيم لعام 1947.
وفي يناير/ كانون الثاني من عام 1949 انتهت الحرب عندما وقعت إسرائيل ومصر – ولاحقا مع لبنان والأردن وسوريا - اتفاق الهدنة.
ومع انتهاء الحرب، كانت إسرائيل قد بسطت سيطرتها على معظم الأرض.
وسيطرت القوات الأردنية على المنطقة التي أصبحت معروفة باسم الضفة الغربية، بينما سيطرت القوات المصرية على غزة.
وأصبحت القدس مقسمة بين القوات الإسرائيلية في الغرب والقوات الأردنية في الشرق.
ولأنه لم تكن هناك أي اتفاقية سلام، شهدت العقود التالية المزيد من الحروب والاشتباكات.
التعليق على الصورة،فلسطينيون يغادرون ديارهم في عام 1948
يعتبر الفلسطينيون "حق العودة" إلى وطنهم من المطالب الأساسية التي لم تُحل إلى الآن.
وأقر المجتمع الدولي بحق الفلسطينيين في العودة أو التعويض، عبر القرار 194 الذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1948.
ونص القرار على أن "اللاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش في سلام مع جيرانهم ينبغي السماح لهم بذلك في أقرب وقت ممكن".
لكن إسرائيل، تقول إن السماح للفلسطينيين بالعودة من شأنه أن ينهي وجود الدولة اليهودية، نظراً لأعداد اللاجئين الفلسطينيين.
وترى إسرائيل أن هذه المسألة يمكن حلّها فقط في إطار صفقة سلام شاملة تقرّ بحقّ إسرائيل في العيش بأمان وسلام.
ويوجد اليوم حوالي خمسة ملايين فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة كلاجئين (ويتضمن هذا الرقم الجيل الأول للاجئين وذُرياتهم).
ويعيش نحو ثُلث هذا الرقم - أكثر من 1.5 مليون شخص - في 58 مخيماً من مخيمات اللجوء الفلسطينية المعترف بها في كل من الأردن، لبنان، سوريا، غزة والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة بحسب القانون الدولي.
التعليق على الصورة،صبي فلسطيني يحمل مفتاحا، تذكيراً بديارهم المسلوبة
عمَد الفلسطينيون الذين أخرجوا من ديارهم خلال تلك الفترة والمعروفة بالنكبة، إلى أخذ مفاتيح ديارهم مقتنعين بأنهم ذات يوم سيعودون إليها.
ويتوارث الفلسطينيون تلك المفاتيح جيلاً بعد جيل، لتذكرهم بديارهم المسلوبة، فضلاً عما تمثله من رموز باقية للحق في العودة.
إحياء ذكرى النكبة رسميا
على مدى عقود، أحيا الفلسطينيون بصورة غير رسمية ذكرى النكبة التي يصفونها بالمأساة الوطنية.
وفي عام 1998، أعلن زعيم السلطة الفلسطينية آنذاك، ياسر عرفات، 15 مايو/ أيار يوماً وطنياً للذكرى.
وفي عام 2022، ولأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، طالبت الجمعية العامة بإحياء هذه الذكرى السنوية في 15 من مايو/ أيار 2023.
ولا تزال النكبة ترسم حياة الفلسطينيين إلى يومنا هذا. ويقول كثيرون إن هذه الكارثة التي وقعت في الماضي لا تزال تعبر عن نفسها في هذا الصراع الذي لا تلوح في الأفق بادرة على قرب تسويته.
النكبة: مراحل التهجير القسري
في سنة 1948، أُجبر ثلاثة أرباع مليون فلسطيني على الرحيل عن أرض وطنهم، بعد طرد غالبيتهم الساحقة من المدن والبلدات والقرى التي احتلها المستوطنون اليهود إما بالترهيب وإما بقوة السلاح. وتفيد بعض التقديرات بأن نحو 280 ألفاً من هؤلاء الفلسطينيين نزحوا إلى الضفة الغربية لـنهر الأردن ، و70 ألفاً إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن، و190 ألفاً إلى قطاع غزة ، و100 ألف إلى لبنان ، و75 ألفاً إلى سوريا ، و7 آلاف إلى مصر ، و4 آلاف إلى العراق ، وتوزع الباقون على بلدان عربية أخرى، وكانت وجهة نزوح الفلسطينيين هي الأقرب إلى موقعهم، فعلى سبيل المثال كان معظم الذين نزحوا إلى لبنان من قضاءي عكا وحيفا ، ومعظم الذين نزحوا إلى سوريا من أقضية صفد وطبريا وبيسان ، بينما نزح معظم سكان مدينتَي اللد والرملة إلى الضفة الغربية لنهر الأردن، ونزح معظم سكان مدن الجنوب، مثل أشدود والمجدل وبئر السبع ، إلى قطاع غزة ومدينة الخليل .
وتمت عملية ترحيل هذا العدد الكبير من الفلسطينيين على مراحل أربع، وفق مخطط صهيوني- إسرائيلي انبثق من اعتبارات جغرافية وديمغرافية:
انطلقت المرحلة الأولى بعد صدور خطة الأمم المتحدة لتقسيم فلسطين في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 1947 مباشرة، فقد كان من المقدر أن يبلغ عدد سكان الدولة اليهودية التي أقرت تلك الخطة قيامها مليون نسمة تقريباً، 42 في المئة منهم عرب، فارتأت القيادة الصهيونية أن الحل الوحيد لمشكلة إسكانهم يكون بتهجير القسم الأعظم من المواطنين العرب الفلسطينيين، فتصاعدت العمليات الإرهابية العشوائية التي راح يشنها أعضاء تنظيمَي الهاغاناه و الإرغون على القرى والبلدات والمدن العربية، ففي 12 كانون الأول/ ديسمبر 1947، دخلت الإرغون قرية الطيرة قرب حيفا وقتلت 12 عربياً وجرحت ستة آخرين، كما هاجمت في 13 كانون الأول 1947 قرية العباسيّة إلى الشرق من يافا ، فقتلت سبعة من المدنيين وجرحت 34 آخرين. غير أن البداية الرسمية لعمليات التطهير العرقي في القرى الفلسطينية تعود إلى حلول نهاية شهر كانون الأول 1947، عندما قامت وحدات من تنظيم الهاغانا بشن هجوم على قرية بلد الشيخ ، حيث يوجد قبر الشهيد عز الدين القسّام ، مخلّفة وراءها أكثر من ستين قتيلاً. وكانت وحدات من العصابة نفسها هاجمت في 28 كانون الأول 1947 قرية لفتا في منطقة القدس ، التي كان يقطن فيها 2,500 نسمة، وطردت عدداً من سكانها، ثم استكملت في 11 كانون الثاني/ يناير 1948 بطرد من بقي منهم في القرية.
وبدأ ترويع سكان حيفا العرب البالغ عددهم نحو 75 ألف فلسطيني، منذ كانون الأول/ ديسمبر 1947، الأمر الذي تسبب برحيل مبكر لما بين 15 و20 ألفاً من نخب المدينة، ولجوئهم إلى لبنان ومصر. وتواصلت خلال شهر شباط/ فبراير 1948 عمليات الهجوم على القرى الواقعة في منطقة حيفا وطرد سكانها، ففي منتصف شباط 1948 هوجمت قرية قيسارية ، وتبعتها قرى برّة قيسارية وخربة البرج ودالية الروحاء ، وهاجم عناصر من البلماح ليلة 14- 15 شباط 1948 قرية سعسع (قضاء صفد)، ونسفوا بيوتها، مخلفين وراءهم 35 منزلاً مدمراً وما بين 60 إلى 80 قتيلاً.
وانطلقت المرحلة الثانية من مراحل الترحيل القسري للفلسطينيين، مع تبنى القيادة الصهيونية، في 10 آذار/ مارس 1948 خطةَ التطهير التي عُرفت باسم " الخطة دالت "، وعلى أساسها تمّ الانتقال من عمليات هجومية متفرقة على السكان الفلسطينيين إلى عمليات واسعة منظمة بهدف السيطرة على أكبر مقدار من الأرض قبل انتهاء الانتداب البريطاني. ووقعت أولى هذه العمليات في الأول من نيسان/ أبريل 1948، وحملت اسم "عملية نحشون "، في الهضاب الريفية على المنحدرات الغربية لجبال القدس، ونفذتها وحدات من البلماح نجحت في التاسع من ذلك الشهر، بعد مقاومة فلسطينية شديدة، في احتلال قرية القسطل ودخول قرية دير ياسين وارتكاب مجزرة وحشية فيها ذهب ضحيتها أكثر من مئة رجل وامرأة وطفل، واحتلال أربع قرى مجاورة أخرى وطرد سكانها. وقد عملت الدعاية الصهيونية على نشر أخبار مجزرة دير ياسين في كافة أنحاء فلسطين من أجل خلق جو من الرعب لدى الفلسطينيين بقصد دفعهم إلى الهروب.
بعد "عملية نحشون"، ومع استمرار عملياتها في القرى، وجّهت الهاغانا اهتمامها في نيسان/ أبريل وأيار/ مايو إلى المراكز الحضرية الفلسطينية، فكان هدفها الأول طبريا، التي كان يسكنها نحو 5 آلاف عربي فروا منها بعد سقوطها في 18 نيسان، وفي 21 منه بدأ الهجوم على حيفا، وأسفر عن هروب معظم من بقي من سكانها الفلسطينيين الـ55 ألفاً من طريق البحر إلى لبنان. ثم تواصل الهجوم على صفد من منتصف نيسان حتى بداية أيار، فتم طرد سكانها العرب جميعاً، وكانوا 9 آلاف وخمسمئة نسمة. أما مدينة القدس، فقد بدأ الهجوم عليها في 26 نيسان، بعد أن كان غادرها عدد من سكانها الأثرياء قبل أسابيع، ونجح المهاجمون في احتلال ثمانية أحياء في منطقة القدس الكبرى، وتسع وثلاثين قرية فلسطينية وطرد سكانها إلى الجزء الشرقي من المدينة. ثم احتُلت بيسان والقرى الواقعة في جوارها في 12 أيار، فعكا على الساحل في 16 أيار.
وكان نحو 5 آلاف مقاتل من الهاغانا والإرغون هاجموا منتصف نيسان مدينة يافا وفرضوا عليها حصاراً محكماً فصمدت أكثر من ثلاثة أسابيع، لتسقط في أيدي القوات المهاجمة في 13 أيار/ مايو ويتم طرد جميع سكانها الـ50 ألفاً، بعد "وساطة" بريطانية، كما احتلت القوات الصهيونية خلال نيسان العديد من القرى العربية في جوار يافا وتل أبيب وطردت سكانها.
المرحلة الثالثة من عملية إخلاء فلسطين عرقياً كانت في 15 أيار/ مايو 1948، بعد إعلان دولة إسرائيل ودخول الجيوش العربية فلسطين واندلاع الحرب العربية- الإسرائيلية، فقبل ذلك التاريخ، لم يكن تبقّى من القرى الفلسطينية الأربع والستين في المنطقة الممتدة بين تل أبيب وحيفا بعد عمليات التطهير العرقي في شهرَي أيار/ مايو وتموز/ يوليو، سوى قريتين فقط هما الفراديس وجسر الزرقاء .
واستمرت المجازر، فارتكبت القوات الإسرائيلية في 22 أيار/ مايو مجزرة في قرية الطنطورة ، وهي واحدة من كبريات القرى الساحلية وكان يسكنها نحو ألف وخمسمئة نسمة، وذهب ضحيتها وفق بعض التقديرات 230 شخصاً، كما احتلت هذه القوات خلال حزيران/ يونيو القرى الواقعة في الجليل الأسفل والشرقي وطردت سكانها.
وقبل بدء سريان الهدنة الثانية في 18 تموز/ يوليو، نجحت القوات اليهودية في احتلال مدينتي اللد والرملة، ففي العاشر منه بدأ الهجوم على مدينة اللد بقصف جوي، تبعه هجوم مباشر على وسط المدينة التي كان يسكنها نحو 50 ألف نسمة، استمر حتى 14 منه، وتخلله قيام القوات اليهودية المهاجمة بإبادة 426 رجلاً وامرأة وطفلاً من سكانها، الذين كان معظمهم محتمياً بجامع المدينة. أما الهجوم على بلدة الرملة، التي كان يسكنها 17 ألف نسمة، فقد حدث في 12 تموز، ودخلتها القوات اليهودية في 14 منه، وأُرغم سكانها، إضافة إلى سكان بلدة الرملة، على الرحيل مشياً وبلا طعام ولا شراب إلى الضفة الغربية لنهر الأردن، وهلك كثيرون منهم في الطريق بسبب الجوع والعطش.
وبدأ الهجوم على مدينة الناصرة في 9 تموز/ يوليو، يوم انتهاء الهدنة الأولى، واستسلمت المدينة في 16 منه ولكن لم يرحَّل سوى عدد من سكانها، إذ لم يرغب ديفيد بن غوريون في إخلاء المدينة من كل سكانها، لأنه كان يعرف أن عيون العالم المسيحي مركّزة عليها، فبقي فيها 16 ألف نسمة، منهم 10 آلاف مسيحيون.
وأُنجزت المرحلة الرابعة من عملية التطهير العرقي بين تشرين الأول/ أكتوبر 1948 ومطلع سنة 1949، ففي 21 تشرين الأول احتلت القوات الإسرائيلية بلدة بئر السبع الصغيرة، البالغ عدد سكانها 5 آلاف نسمة، وطردت سكانها تحت تهديد السلاح إلى الخليل، كما ارتكبت في 29 تشرين الأول مجزرة ذهب ضحيتها 455 شخصاً في قرية الدوايمة الواقعة بين بئر السبع والخليل، لدفع سكانها إلى الرحيل. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 1948، نجحت القوات الإسرائيلية في احتلال المدينتين الجنوبيتين أشدود والمجدل، وطردت سكانهما إلى قطاع غزة، كما وصلت في الشهر نفسه إلى منطقة النقب وعملت على إخلائها خلال كانون الأول/ ديسمبر 1948 من كثير من القبائل البدوية التي كانت تقطنها.
مع نهاية الحرب، كان أكثر من 400 قرية قد هُدم وأُفرغ من سكانه، وأكثر من 13,000 فلسطيني قد قُتل. وأضحت دولة إسرائيل الناشئة تسيطر على حوالي 77 بالمئة من مساحة فلسطين الانتدابية ، التي هُجِّرمنها ما يقارب 90 بالمئة من سكانها العرب الأصليين. بعد هذا الاقتلاع الهائل وتقطيع أوصال فلسطين واستئصال الطابع العربي عن الجزء الأكبر منه، لا عجب أن يشير الفلسطينيون إلى أحداث 1947-1948 بـالنكبة .
قراءات مختارة:
أبو ستة، سلمان حسين (إعداد). "سجل النكبة 1948: سجل القرى والمدن التي احتلت وطرد أهلها اثناء الغزو الإسرائيلي 1948". لندن: مركز العودة الفلسطيني، 1998.
بابه، إيلان. "التطهير العرقي في فلسطين". ترجمة أحمد خليفة. بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2007.
الخالدي، وليد (تحرير). "كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل سنة 1948 وأسماء شهدائها". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 2001.
مصالحة، نور الدين. "طرد الفلسطينيين: مفهوم "الترانسفير" في الفكر والتخطيط الصهيونيين 1882-1948". بيروت: مؤسسة الدراسات الفلسطينية، 1992.
الموسوعة التفاعلية https://www.palquest.org/ar/highlight/287/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%83%D8%A8%D8%A9
النكبة: ماذا حدث في 1948؟ ولماذا يحمل الفلسطينيون "مفتاح العودة"؟
في 15 مايو/ أيار من كل عام، يُحيي الفلسطينيون حول العالم ذكرى النكبة.
فخلال الشهور الأخيرة من عام 1947 وحتى أوائل عام 1949، أصبح نحو 750 ألف فلسطيني لاجئين خارج الأرض التي أصبحت إسرائيل.
طُرد معظم هؤلاء أو فروا خوفاً على سلامتهم ولم يسمح لهم بالعودة.
و "يوم النكبة" هو مناسبة لإحياء ذكرى فترة النزوح الأول تلك والعقود التالية التي عاشها ملايين الفلسطينيين في المنفى. وفي هذه المناسبة التي تحتدم فيها المشاعر لطالما اندلعت أعمال عُنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين على مدى السنوات.
ولكن، كيف حدثت النكبة؟ ولماذا يرفع الفلسطينيون "مفاتيح العودة" عند إحياء هذه الذكرى؟
التعليق على الصورة،الفلسطينيون يحملون المفاتيح كرموز باقية لحقّهم في العودة
نشأة الصهيونية والثورة العربية في فلسطين:
في أواخر القرن التاسع عشر ظهرت الصهيونية كحركة سياسية متنامية في أوروبا.
وقال مؤسس الحركة، ثيودور هيرتزل، في عام 1896 إن إقامة دولة لليهود من شأنه أن يكون علاجا لقرون من مشاعر معاداة السامية والهجمات ضدهم في أوروبا.
وفي عام 1917، أصدرت بريطانيا، التي سيطرت لاحقاً على فلسطين في أعقاب سقوط الإمبراطورية العثمانية، وعد بلفور.
وتعهدت وثيقة وعد بلفور بالمساعدة على "إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين".
كما طالبت بضمان عدم المساس "بالحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية الموجودة بالفعل في فلسطين".
ونزح آلاف اليهود المهاجرين إلى المنطقة (فلسطين تحت الانتداب) هرباً من الاضطهاد المتزايد، لا سيما في دول أوروبا الشرقية.
ومع تسارع وتيرة هجرة اليهود، وقعت مواجهات عنيفة بين اليهود والفلسطينيين في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين. وأسفرت المواجهات الأولى عن سقوط مئات القتلى من الجانبين.
وعمد المهاجرون اليهود إلى شراء مساحات كبيرة من الأراضي من صغار المزارعين ومن النخب العربية. ولكن تدريجيا تأججت المشاعر ضد هؤلاء اليهود المهاجرين، لا سيما مع استيطانهم في تلك المزارع التي أصبحت ملكاً لهم، وقيامهم بطرد المستأجرين من المزارعين العرب.
وفي عام 1936، انتفض الفلسطينيون العرب انتفاضة كبرى عُرفت باسم الثورة العربية الكبرى ضد الحكم البريطاني – مطالبين باستقلال العرب وبإنهاء سياسة الهجرة اليهودية وشراء الأراضي.
ويقول مؤرخون إن أكثر من 5,000 فلسطيني قُتلوا، بينما أصيب نحو 15 ألفاً مع انتهاء الانتفاضة في عام 1939. وأضاف المؤرخون أن القتلى من البريطانيين واليهود كانوا بالمئات.
التعليق على الصورة،خريطة فلسطين تحت الانتداب البريطاني
وفي أعقاب الثورة العربية، أصدرت الحكومة البريطانية وثيقة الكتاب الأبيض لعام 1939، والتي نصت على تقييد هجرة اليهود إلى فلسطين بشكل كبير على مدى السنوات الخمس التالية، وضرورة موافقة العرب على أي موجة هجرة يهودية جديدة.
كما تعهدت بريطانيا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة في غضون السنوات العشر التالية - إذا أمكن ذلك – على أنْ يتقاسم فيها الفلسطينيون واليهود مهام السلطات الحكومية. وألمحت الوثيقة لخطط إنهاء الانتداب البريطاني.
وربما مثّل هذا بعض "الانتصار" للمفاوضين العرب، لكنه لم يجلب السلام، إذ تلا ذلك وقوع اشتباكات بين جماعات يهودية شِبه مسلحة وقوات بريطانية.
وفي السنوات اللاحقة، أدرك البريطانيون صعوبة الاستمرار في الحكم، أو تحقيق تعاون بين ممثلي العرب واليهود.
وكان البريطانيون قد فشلوا في وقف موجات الهجرة اليهودية بأعداد كبيرة إلى المنطقة – وقد شعر البعض بأن سُمعة بريطانيا باتت في خطر في ظل لجوء الأسطول البريطاني - في بعض الأحيان - إلى العنف لمنع وصول السفن المليئة باللاجئين اليهود.
قرار التقسيم
في عام 1947، بعد أن أعلنت الحكومة البريطانية عن خطتها لإنهاء الانتداب على فلسطين، تبنّت الأمم المتحدة القرار 181، والذي دعا إلى تقسيم أرض فلسطين إلى دولتين: يهودية وعربية، على أن تكون القدس تحت إدارة الأمم المتحدة.
وبحسب الوثيقة، خصص القرار نحو 55 في المئة من الأرض لليهود.
وتضمن هذا التقسيم العديد من المدن الرئيسية التي تضم أغلبية فلسطينية، وكذلك الساحل الحيوي من حيفا إلى يافا.
وخصصت الوثيقة للدولة العربية ثُلث الساحل باتجاه الجنوب. وقد رأت القيادة العربية آنذاك أن هذا التقسيم من شأنه أن يحرم الفلسطينيين من الوصول المباشر إلى أراضٍ زراعية ومرافئ بحرية رئيسية.
ورفضت القيادة الفلسطينية والدول العربية قرار التقسيم، بدعوى أنه غير منصف، وبأنه ينتهك ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بحق تقرير المصير.
لكن الأمم المتحدة صوتت لصالح قرار تقسيم الأرض وإقامة دولة لليهود وأخرى للعرب.
وخلال الشهور التي سبقت إعلان إسرائيل استقلالها، هاجمت مليشيات عربية مستوطنات يهودية وقامت بعزلها، وعلى الجانب الآخر، صعّدت مليشيات يهودية هجماتها على قرى فلسطينية، متسببة في نزوح الكثير من الفلسطينيين. كما زاد العنف ضد الحكم البريطاني في تلك الفترة.
وفي أوائل عام 1948، صعّد المقاتلون اليهود هجماتهم، وحاصروا مناطق مخصصة للدولة اليهودية، واستولوا كذلك على مناطق كبيرة مخصصة للعرب.
الحرب الأولى بين العرب والإسرائيليين
أعلنت إسرائيل استقلالها في مايو/ أيار من عام 1948
في 14 مايو/ أيار من عام 1948، انتهى الانتداب البريطاني على فلسطين، وأعلنت إسرائيل إقامة دولتها.
فأقدمت قوات من سوريا، ومصر، والأردن، ولبنان، والسعودية، والعراق على غزو المنطقة – وشاركت مصر والأردن بالنصيب الأكبر في الحرب.
ألحقت إسرائيل الهزيمة بالجيوش العربية، واحتلت الأرض التي كانت مخصصة في البداية للفلسطينيين بمقتضى قرار التقسيم لعام 1947.
وفي يناير/ كانون الثاني من عام 1949 انتهت الحرب عندما وقعت إسرائيل ومصر – ولاحقا مع لبنان والأردن وسوريا - اتفاق الهدنة.
ومع انتهاء الحرب، كانت إسرائيل قد بسطت سيطرتها على معظم الأرض.
وسيطرت القوات الأردنية على المنطقة التي أصبحت معروفة باسم الضفة الغربية، بينما سيطرت القوات المصرية على غزة.
وأصبحت القدس مقسمة بين القوات الإسرائيلية في الغرب والقوات الأردنية في الشرق.
ولأنه لم تكن هناك أي اتفاقية سلام، شهدت العقود التالية المزيد من الحروب والاشتباكات.
"حق العودة"
يعتبر الفلسطينيون "حق العودة" إلى وطنهم من المطالب الأساسية التي لم تُحل إلى الآن.
وأقر المجتمع الدولي بحق الفلسطينيين في العودة أو التعويض، عبر القرار 194 الذي تبنّته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 11 ديسمبر/ كانون الأول من عام 1948.
ونص القرار على أن "اللاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش في سلام مع جيرانهم ينبغي السماح لهم بذلك في أقرب وقت ممكن".
لكن إسرائيل، تقول إن السماح للفلسطينيين بالعودة من شأنه أن ينهي وجود الدولة اليهودية، نظراً لأعداد اللاجئين الفلسطينيين.
وترى إسرائيل أن هذه المسألة يمكن حلّها فقط في إطار صفقة سلام شاملة تقرّ بحقّ إسرائيل في العيش بأمان وسلام.
ويوجد اليوم حوالي خمسة ملايين فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة كلاجئين (ويتضمن هذا الرقم الجيل الأول للاجئين وذُرياتهم).
ويعيش نحو ثُلث هذا الرقم - أكثر من 1.5 مليون شخص - في 58 مخيماً من مخيمات اللجوء الفلسطينية المعترف بها في كل من الأردن، لبنان، سوريا، غزة والضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية المحتلة بحسب القانون الدولي.
مفاتيح العودة "رموز الأمل"
عمَد الفلسطينيون الذين فروا من ديارهم خلال تلك الفترة والمعروفة بالنكبة، إلى أخذ مفاتيح ديارهم مقتنعين بأنهم ذات يوم سيعودون إليها.
ويتوارث الفلسطينيون تلك المفاتيح جيلاً بعد جيل، لتذكرهم بديارهم المسلوبة، فضلاً عما تمثله من رموز باقية للحق في العودة.
وتبقى المفاتيح رمزا للأمل والصمود بالنسبة للاجئين الفلسطينيين.
إحياء ذكرى النكبة رسميا
على مدى عقود، أحيا الفلسطينيون بصورة غير رسمية ذكرى النكبة التي يصفونها بالمأساة الوطنية.
وفي عام 1998، أعلن زعيم السلطة الفلسطينية آنذاك، ياسر عرفات، 15 مايو/ أيار يوماً وطنياً للذكرى.
وفي عام 2022، ولأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، طالبت الجمعية العامة بإحياء هذه الذكرى السنوية في 15 من مايو/ أيار 2023.
ولا تزال النكبة ترسم حياة الفلسطينيين إلى يومنا هذا. ويقول كثيرون إن هذه الكارثة التي وقعت في الماضي لا تزال تعبر عن نفسها في هذا الصراع الذي لا تلوح في الأفق بادرة على قرب تسويته.
النكبة : قيام" إسرائيل"
تحل على الفلسطينيين الأحد 15 مايو/ أيار الذكرى الـ74 لـ"النكبة" التي يتم إحيائها عبر فعاليات شعبية للتعبير عن تمسكهم بحقهم في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسرا عام 1948.
و"النكبة" مصطلح يطلقه الفلسطينيون على اليوم الذي أُعلن فيه قيام إسرائيل على معظم أراضيهم بتاريخ 15 مايو 1948.
وتحل الذكرى هذا العام في وقت تعاني فيه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من أزمة مالية، وسط تحذيرات من محاولات الالتفاف على دورها.
** قيام إ الكيان
ومساء 14 من مايو عام 1948، أعلنت إسرائيل قيام دولتها على أرض فلسطين، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية أول المعترفين بها.
ولا يفصل الفلسطينيون بين النكبة، ووعد بلفور في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 1917، والذي تبنت بريطانيا بشكل جدي المشروع الصهيوني، وأعلنت إنشاء وطن قومي لليهود في أرض فلسطين".
ويقولون إن بريطانيا بإصدارها الوعد فتحت الباب على مصرعيه أمام اليهود للهجرة إلى فلسطين حتى عام 1948، وأسست للنكبة.
وبعد أقل من عقدين احتلت إسرائيل، ما تبقى من فلسطين وتحديدا الضفة الغربية بما فيها شرقي القدس وقطاع غزة، وأراض عربية في لبنان وسوريا والأردن ومصر.
** النكبة في أرقام
يصف مركز المعلومات الوطني الفلسطيني (حكومي) النكبة بأنها "شكلت أكبر عملية تطهير عرقي شهدها القرن العشرين"، ويوثق على موقعه الإلكتروني أبرز المعطيات المتعلقة بها.
ويذكر أن "النكبة شردت قسرا وبالقوة" نحو 800 ألف فلسطيني، من أصل نحو مليون و400 ألف، إلى الضفة الغربية وقطاع غزة والدول العربية المجاورة.
وفي "النكبة" أقيمت إسرائيل على أكثر من 85 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية البالغة قرابة 27 ألف كيلومتر مربع، وجرى تدمير 531 من أصل 774 قرية ومدينة فلسطينية.
ونفذت العصابات الصهيونية أكثر من 70 مجزرة بحق الفلسطينيين، ليقدر عدد ضحاياها من الفلسطينيين بنحو 15 ألفا، وقرابة 3500 ألف عربي، إضافة إلى تشريد قرابة 200 ألف فلسطيني.
في حينه تعرض قرابة 4700 فلسطيني للاعتقال، يضاف إليهم نحو 500 أسير عربي.
ورغم التدمير والقتل والتشريد، بقي نحو 150 ألف فلسطيني فقط في المدن والقرى العربية داخل إسرائيل، ارتفع عددهم ليصل نحو مليون و700 ألف حتى نهاية 2021، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وخلال النكبة وفي الصراع المستمر منذ عام 1948 فقد ما يزيد عن مائة ألف فلسطيني حياتهم، بينهم 11 ألفا و358 منذ انطلاق انتفاضة الأقصى (سبتمبر 2000) وحتى 30 أبريل/نيسان 2022.
ووفق المعطيات، فإن عدد الأسرى في سجون اسرائيل يقدر اليوم بنحو 4,450، من بين قرابة مليون حالة اعتقال منذ عام 1967.
** الفلسطينيون يتضاعفون
وفق الإحصاء بلغ عدد الفلسطينيين في أنحاء العالم 14 مليونا نهاية 2021، وهو ما يعني تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات منذ 1948.
ويتوزع الفلسطينيون كالتالي: 3 ملايين و200 ألف في الضفة الغربية، منهم 477 ألفا منهم في القدس الشرقية.
كما يوجد مليونان و100 ألف في قطاع غزة، فيما يتواجد العدد المتبقي في الشتات (خارج فلسطين التاريخية).
واليوم يشكل الفلسطينيون نحو 49.9 بالمئة من السكان المقيمين في فلسطين التاريخية، فيما يشكل اليهود ما نسبته 50.1 بالمئة، لكنهم يستغلون أكثر من 85 بالمئة من المساحة الكلية لفلسطين التاريخية، وفق الإحصاء.
** تحديات في الذكرى
هذا العام يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة تحت شعار "كفى 74 عاما من الظلم والكيل بمكيالين – نكبة فلسطين جريمة لا تسقط بالتقادم"
وتحل الذكرى على وقع وأصداء رسالة من مفوض عام وكالة الغوث الدولية "أونروا" فيليب لازاريني إلى اللاجئين، وتحدث فيها عن محاولات لاستكشاف إمكانية الشراكة مع مؤسسات أخرى في الأمم المتحدة للتغلب على الأزمة التي تعانيها الأونروا.
تقول الرسالة التي نشرها موقع الأونروا الإلكتروني في 23 أبريل/نيسان إن "أونروا" تعاني من ضائقة مالية وأنه "أصبح من المعتاد تقريبا أن يتوسّل المفوض العام طلبا للمساعدة".
وأضاف لازاريني أن من طرق ضمان استمرار تقديم الخدمات هو زيادة الشراكات داخل منظومة الأمم المتحدة.
الحل الذي طرحه المسؤول الأممي أثار غضب الفلسطينيين وسارعت منظمة التحرير إلى رفضه ومطالبة لازاريني بسحب رسالته.
وقالت دائرة شؤون اللاجئين بالمنظمة، إنها "ترفض بشكل قاطع دعم مفوض عام الأونروا لخيار نقل بعض صلاحيات الأونروا لمنظمات دولية أخرى".
وعبرت "عن صدمتها لما ورد في رسالة المفوَّض العام" مضيفة أنه ليس من صلاحياته طرح حلول لمعالجة العجز المالي تمس بتفويض عمل الأونروا.
ورأت الدائرة أن تلك الرسالة "تحمل في خباياها أبعادا سياسية لتصفية الأونروا ونقل صلاحياتها لمنظمات دولية وحكومات الدول المضيفة".
** تأسيس أونروا
تأسست "أونروا" في 8 ديسمبر/كانون الأول 1949 بهدف تقديم برامج الإغاثة المباشرة والتشغيل حصرا للاجئين الفلسطينيين.
ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتشكو من تراجع الدعم العربي وتقول إنه شبه منعدم
ووفق الأونروا يعيش ثلث اللاجئين المسجلين لديها، أو ما يزيد عن 1,4 مليون لاجئ، في 58 مخيما في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
بينما يعيش الثلثان الآخران داخل المدن والقرى وحولها في البلدان المضيفة، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة.
تصدير المحتوى ك PDF