غزة لاجئون يونانيون في مخيم النصيرات اللاجئين اليونانيين في غزة خلال الحرب العالمية الثانية

عندما كان اليونانيون يلجأون إلى مخيمات في الشرق الأوسط
أثار تدفق الملايين من اللاجئين والمهاجرين إلى الجزر اليونانية خلال العام الماضي ذكريات مريرة لدى مجموعة قليلة ممن سلكوا نفس المسار إبّان الحرب العالمية الثانية، لكن في الاتجاه الآخر.
فعندما احتل الجنود الألمان والإيطاليون اليونان، فرّ الآلف عن طريق البحر إلى معسكرات اللاجئين في الشرق الأوسط.
استقبلت غزة في منطقة " النصيرات " مئات اللاجئين اليونانيين .. #عزيز_المصري يتذكر آرثر أثانس رحلة لجوءه ويقول وأخيراً وصلنا إلى وجهتنا التي كانت نصيرات بالقرب من مدينة غزة في فلسطين. كان النصيرات معسكرا كبيرا للغاية في الكثبان الرملية مع الخيام . هناك بقيت مع والدتي وأخواتي غليكريا وكاتينا لأشارك خيمة مع أسرة أخرى .. زابيتا بويتزيس ولدت ابنها السادس ديالكتي بابادوبولوس في النصيرات تقول عن الحياة في النصيرات: كان مخيم النصيرات على بعد حوالي ساعة بالسيارة شمال غزة. يتألف المخيم من أكواخ وخيام ، يضم كل منها ثلاث إلى أربع أسر. احتوى المخيم على ثلاثة إلى أربعة آلاف لاجئ من كاستيلوريزو وكالمنوس وساموس وهوس. كان هناك أربعة أقسام ، A - D ، والتي كانت على بعد عدة أميال من بعضها البعض وعلى الكثبان الرملية. كان معظم سكان كاستلوريز في المعسكر الرئيسي الذي كان يضم معظم المرافق مثل المدرسة والكنيسة والخدمات الطبية. مخيم النصيرات كان اسمه مخيم الكلبوش لأن المخيم قبل بناؤه كان معسكر للانجليز. وعندما انسحب الإنجليز من المعسكرأصبح فارغاً. كيف أتى الناس لمخيم البريج والمغازي والنصيرات ؟ لم يأتوا مثل مخيم جباليا والشاطيء الذين أتوا عن طريق الساحل . غالبية أهل المعسكرات الوسطى هجروا من بلدانهم الأصلية شرقاً باتجاه رام الله (خاصة أهل اللد والرملة ويافا وقضاؤها ) . وجزء إلى الخليل (منطقة بيت جبرين والفالوجا ) ولكن لم يتحمل الكثير مشاق الحياة في الجبل وخاصة عندما اقترب الشتاء. قرر الكثير منهم أن يتجه جنوبا إلى أن صادفهم واد الشريعة. قرر كبارهم أن يمشوا مع واد الشريعة حيث له نهاية تصب في البحر . عندما وصلوا البريج والنصيرات كان معسكرات الإنجليز بالنسبة لهم هدية من السماء. استقروا في تلك المخيمات الجاهزة إلى أن جاءت الكويكرز وبدأت توزيع الأكل و البطانيات عليهم. إلى أن تم قرار إنشاء الأونروا بعد الهجرة. صور توثق اللجوء اليوناني الي قطاع غزة وتحديدا مخيم النصيرات في 1942 وبنفس الوقت لجأ بعض اليونانيين الي مدن حلب في سوريا والاسكندرية في مصر حتي عودتهم الي ديارهم في 1945 .. بعضا منهم بقي في غزة ولم يعد الي اليونان والبعض الاخر تزوج في القدس من عائلات مسيحية خاصة ان الكنيسة اليونانية هي ذاتها الكنيسة الفلسطينية واليوم نتبع لها بحكم المذهب الارذثوكسي.. ومنهم من اسلم مثل اليكس ماركوس الذي تزوج من فلسطينية يافاوية واطلق علي نفسه اسم احمد البنا وعاش بين حي الدرج والشيخ رضوان قبل ان يهاجر الي الامارات.
قصة اللاجئين الأوروبيين الذين هربوا من أوروبا إلى سوريا في ذروة الحرب العالمية الثانية.
بينما تحركت آلتا الحرب النازية والسوفييتية عبر أقسام من أوروبا الشرقية والبلقان، اضطرت مجموعات سكانية كبيرة للرحيل قسراً من أوطانها بحثا عن أماكن أكثرا أماناً. في المناطق التي سيطر عليها الفاشيون الإيطاليون، وجدت المجتمعات اليهودية وبعض الأقليات الأخرى غير المرغوب فيها مصيرا قاسياً، كما واجه مواطنون آخرون من غير الأقليات السابق ذكرها نفس المصير تقريبا، عندما كانت قوات الفاشيين تعلم بأمر تقديمهم يد المساعدة للمضطهدين، مما وضعهم هدفا لهجمات عنيفة أجبرتهم هم الآخرون على الفرار والنزوح.
في خضم كل تلك التقلبات وحالة عدم الاستقرار، كان أوضح طريق للفرار من كل تلك الأوضاع بالنسبة لبعض اللاجئين الأوروبيين هو نحو الجنوب والشرق. كان العديد من الكرواتيين المقيمين في على طول الساحل الدلماسي قد فروا إلى جزيرة (فيس) في البحر الأدرياتيكي، كما شدّ المواطنون اليونانيون الذين كانوا يعيشون في سلسلة جزر (دوديكانيز) الرحالَ في بحر (إيجه) نحو جزيرة قبرص الواقعة آنذاك تحت الحماية البريطانية.
تم إطلاق حملة قادتها بريطانيا تحت مسمى «إدارة الإغاثة واللاجئين في الشرق الأوسط»، أو اختصارا MERRA، في سنة 1942 ساعد على تنفيذها مسؤولون في القاهرة، والتي ساعدت على توفير مأوى وملجأ آمن لحوالي 40 ألف مواطن بولندي ويوناني ويوغسلافي، وبحلول سنة 1944؛ كانت هذه الحملة تندرج تحت مظلة هيئة الأمم المتحدة التي راحت ترعاها رسميا. تم توزيع اللاجئين بين مخيمات متركزة في مصر، وجنوب فلسطين وسوريا، أجل سوريا، فقد كانت مدينة حلب آنذاك مركزا حضاريا عريقا مزدهراً، وقد كانت مسبقاً قطبا يجذب المهاجرين من كل بقاع العالم، إلى جانب المنفيين والجواسيس في أربعينات القرن الماضي.
قامت «إدارة الإغاثة واللاجئين في الشرق الأوسط» بتأهيل معسكرات في سوريا ومصر وفلسطين، حيث لجأ عشرات الآلاف من الناس من جميع أنحاء القارة الأوروبية، وقد كانت هذه الإدارة جزءًا من شبكة متنامية لمخيمات اللاجئين في جميع أنحاء العالم، تلك التي تمت إدارتها بجهد تعاوني من جانب حكومات وطنية ومسؤولين عسكريين، بالإضافة إلى منظمات المعونة المحلية والدولية.
يقدم الأرشيف المحفوظ معلومات محدودة عن التركيبة السكانية لمخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الثانية، غير أن المعلومات المتاحة توضح بأن مسؤولي المخيمات كانوا يتوقعون إمكانية إيواء المزيد من اللاجئين مع مرور الوقت، وتأتي المعلومات الجغرافية المتعلقة بمواقع المعسكرات من سجلات للخدمة الاجتماعية الدولية في الفرع الأمريكي، من تاريخ أرشيف المعونة الاجتماعية في جامعة (مينيسوتا).
في عام 1944؛ أصدر المسؤولون الذين عملوا لدى «إدارة الإغاثة واللاجئين» ولدى «الدائرة الدولية للهجرة» –المسماة لاحقا بـ«الخدمة الاجتماعية الدولية»– تقاريرَ عن مخيمات اللاجئين، في صدد محاولة لتحسين الظروف المعيشة هناك. تقدم هذه التقارير نافذة إلى الحياة اليومية للاجئين الأوروبيين في تلك المخيمات والتي تتضمن الشروط الدقيقة التي يواجهها اللاجئون في وقتنا الحالي، فقد كان أغلبهم من بلغاريا وكرواتيا واليونان وتركيا ويوغوسلافيا الذين اضطروا إلى التكيف مع الحياة داخل مخيمات اللاجئين في الشرق الأوسط خلال الحرب العالمية الثانية.
تم كذلك نشر دراسة حول هذه المخيمات من طرف إذاعة Public Radio International، التي ورد فيها بأن تلك المساعي ساهمت في جذب اهتمام عدد لا يحصى من الجمعيات الخيرية من حول العالم، وهو ما ساعد على توفير المأوى والغذاء للاّجئين وكذا لتعليم المئات من أبنائهم.
وجب على اللاجئين من أوروبا أن يسجلوا أنفسهم لدى الوصول إلى المخيمات في مصر وفلسطين وسوريا، وأن يحصلوا على بطاقات هوية صادرة من المخيم وجب حملها دائماً، والتي تحتوي على أسمائهم الكاملة والجنس والحالة الاجتماعية ورقم جواز السفر، بالإضافة إلى مستوى تعليمهم وخبراتهم ومهاراتهم السابقة، واحتفظ المسؤولون بسجلات تحتوي على رقم التعريف، والاسم الكامل، والجنس، والحالة المدنية، والمهنة، ورقم جواز السفر، والتعليقات الخاصة، وتاريخ الوصول بالإضافة إلى تاريخ المغادرة.
تصدير المحتوى ك PDF