حلم في قلب المخيم

حلم في قلب المخيم

حلم في قلب المخيم


ذات يوم: 

عندما عرفنا كيف نفك الخط وعرجنا إلى الاحرف الأبجدية الف باء فشعرنا كأننا نلنا الشهادات العلمية العليا فدرسنا الف باء تاء وكنا نعانق الدفاتر الخضراء ونشتم فيها رائحة التراب والطين  -

ذات يوم: 

 لما جمعنا ما تبقى من شرائط باليه من ترقيع امهاتنا للفراش والبناطيل فانجزنا طابة من شرائط لعبنا فيها بين الحواري والزقاق والحارات متنقلين غير أبيهين لحرارة الشمس أو برد الشتاء متناسين لجوع ساكن ارواحنا والم لم يفارق مشاعرنا فنفرح للهدف وننتعاتب عند الخسارة. فنجد بعد التعب عصاة اب او شبب بلاستك الأم صاحب الصوت الحساس امامنا عقابا لغيابنا ساعات طوال فنبكي قليلا ونضحك لوحدنا كثيرا.

ذات يوم: 

عندما لم ننسى فرحتنا عندما اشترى جارنا لأبنه بوط اصابع ملون ( صيني)  ونحن ننظر اليه كتحفه فنية بريشة عاشق وكيف كان اخوته يتبادلونه بحب في كل المناسبات  وحتى الصغير كان يضع كرتونه في مؤخرة قدمه حتى يثبت عندما يأتي دوره ليلبسه. 

ذات يوم :

عندما نال صديقنا كرتا لمطعم المخيم وانتظرناه بشغف حتى نال وجبته الرز والفاصولياء الأبيض وحنين اللحم  فذهبنا بعيدا عن الأعين فاكلنا بنهم وكدنا ننال من الصحن المصنوع من اهات الحديد.

ذات يوم: 

عندما ارتحل صديقنا الأجمل من بيننا وحملنا نعشه على اكتافنا الصغيره ورتل الشيخ ناجي ما رتل على روحه في  مسجد مخيم اربد الكبير وسكن المقبره ورجعنا إلى بيوتنا المتهالكه ونحن لا نعرف لماذا رحل ولأي سبب والتصقنا في بيت اهله ونحن لا نعرف طقوس العزاء .

ذات يوم :

 عندما سكن في الجوار احدهم من جنسية عربية وكنا ننتظر أن يتكلم فضعنا في لكنته وكنا نحتاج آلى ترجمان من يومها ايقنت ان بلاد العرب مش أوطاني .

ذات يوم :

 عندما انهمرت السماء مطرا وعانقت طين المخيم وكانت اقدامنا تلتصق بالأرض عنوة عرفت بأن الأرض عنوانا للمحبه والخير والعطاء .

ذات يوم : 

عندما زارنا رمضان وكنا نتبادل صحون الأكل البسيط فتجد على المائده اصناف متعدده ذات اللون والطعم وانتظار يوم العيد والركوب في الترتيره مغنين يا ولاد محارب شدوا القوارب -

   .

  صلاح ابو الهيجاء- ابو سيف  



تصدير المحتوى ك PDF

إضافة محتوى