عام هجري جديد وجرح غزة لم يهاجر

ريم العتيبي / لندن
عام هجرى جديد وجرح غزة لم يهاجر نستقبل أيامًا ونودّع أيامًا، وما زالت غزّة تحت الإبادة والدمار. يمضي الزمان وتتبدّل الأعوام، وما زال الجرح ينزف في غزة، حيث الركام أكثر من البيوت، ورائحة الموت في كل مكان نستقبل عامًا هجريًا جديدًا... بعيون دامعة على حال إخوتنا و قلوبٍ تتألم من مشهد الطفولة المذبوحة والبيوت التي صارت قبورًا والشوارع التى اختفت فيها مظاهر الأفراح نبدأ عامًا هجريًا جديدًا، ونحن نسمع أنين الأرض ونشاهد الابادة التى تحدث بأبشع الصور إن ذكرى الهجرة النبوية ليست مجرّد انتقالٍ من مكة إلى المدينة، بل هي رمزٌ للتحوّل من الضعف إلى القوة، ومن العجز والهوان إلى الكرامة ومن الخوف إلى الطمأنينة. إنها محطة من محطات التغيير العميق الذي يحتاجه هذا الواقع الموجع بكل مايحمل الوجع من وجع ومن قلب الألم تأتي الآية الكريمة لتذكرنا بأن المسجد الاقصى لكل المسلمين وعلينا جميعا نصرته سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله المسجد الأقصى... قلب الأمة وبوصلتها. إنه عنوان القضية وروح الكرامة، ومسرى النبي صل الله عليه وسلم الذي ربط الأرض بالسماء. اليوم، الأقصى يئن، يُحاصَر، يُدنَّس، يقتحم ويُنادي "أين أنتم يأمة الاسلام غزة والقدس في مطلع هذا العام الهجري، ليستا بحاجة إلى كلمات رثاء، بل إلى وقفة صادقة مع الذات، إلى تجديد عهد وميثاق مع الله، بأن نبقى أوفياء للقضية مهما طال الليل، ومهما اشتدّ الظلم. يارب نتضرع إليك بالدعاء بقلب يوقن بوعدك بالاستجابة اللهم اجعله عاما ترد فيه الحقوق عام خير وعزة وفرج على غزة العزة اللهم انصر المستضعفين، واشدد على أيدي وارحم شهداءنا، واشفِ جرحانا، وفكّ أسرانا، واحقن دماء الأبرياء. اللهم اجعل لنا في هذا العام دعوة لا تُرد، ونصرًا يُفرح قلوبنا، ويعيد البوصلة إلى مكانها الصحيح. عام هجري جديد... لكنه ليس ككل عام. عام نحتاج فيه أن نكون أكثر وعيًا، أشدّ تمسكاً بقضيتنا، وأقرب إلى ربنا. فالهجرة لم تكن هروبًا، بل كانت اختيارًا شجاعًا لطريقٍ جديد نحو بناء أمة. ونحن اليوم بحاجة إلى هذه الشجاعة من جديد: شجاعة في المواقف، وصدق في الانتماء، وصبر على طريق النصر. قد تكون غزة بعيدة عنّا جغرافيًا، ولكنها تسكن في قلوبنا ما حيينا. وقد يكون الأقصى أسيرًا، لكنه سيبقى حرًّا في ضمائر الأحرار، حتى يُرفع عنه القيد، وتعود إليه حريته. فلتكن هجرتنا في هذا العام... هجرة من التخاذل إلى العزّة، ومن العجز إلى النصرة. فليكن هذا العام عام الكرامة واليقظة، عامًا نكسر فيه أغلال الذل والهوان. لقد علمتنا غزة أن نكون صامدين رغم كل فقد، ورسولنا الكريم صل الله عليه وسلم علّمنا أن الأخوة قوّة، وأن التآزر سبيل النجاة. فلنشُدّ عضُد إخوتنا، ولنبذل ما نستطيع، بالكلمة، بالدعاء، وبكل أشكال النصرة. نبدأ عامًا هجريًا جديدًا والقلوب مثقلة بالجراح، لكننا نوقن أن بعد كل ليل فجر، وبعد كل محنة منحة. لنُجدّد العهد في هذا العام، أن نبقى أمةً لا تنسى جراحها، ولا تتخلّى عن أرضها، ولا تفرّط بمقدساتها. ولنعلم أن النصر لا يُولد من فراغ، بل من صدق في التوكل، وثبات في الميدان، وإيمانٍ لا يتزحزح بأن وعد الله حق. ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز
تصدير المحتوى ك PDF