ملتقى في المخيم يحلو اللقاء
موسوعة المخيمات الفلسطينية تقيم ملتقى في المخيم يحلو اللقاء
لأن المخيمات اصل الحكايات ولا يحلو اللقاء الا فيها افتتحت موسوعة المخيمات الفلسطينية جولتها على مخيمات لبنان بملتقى أقامته على مسرح مخيم نهرالبارد شمال لبنان أمس الجمعة 17 آذار بعنوان "في المخيم يحلو اللقاء".
حضر الملتقى نخب إعلامية، ثقافية، أدبية وفنية، قدمته الدكتورة منى الخلايلي وتخلله فقرات عدة لكل من الدكتور التربوي عائد زعرورة، والدكتور الشاعر شحادة الخطيب، والشابة المبدعة سنى لوباني، والشاب العازف محمد لوباني، والمعمر الحاج جهاد شعبان، وفقرة رسم للشابة جنين القاضي وكلمة لمدير المشروع الاستاذة ربا الأطرش.
تضمن الحفل "فيلم حكاية مخيم" الذي تحدث بإيجاز عن مخيم نهر البارد وقصته منذ تأسيسه وأبرز محطاته التاريخية.
يحتوى موقع موسوعة المخيمات الفلسطينية على جميع المعلومات والمراجع التي تم الرجوع إليها من قبل فريق العمل، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة من الصور للمخيمات الفلسطينية في دول اللجوء، كما تم إنتاج مواد فيلمية ضمن سلسلة بعنوان حكاية مخيم؛ تهدف إلى تقديم المخيمات الفلسطينية إلى أوسع شريحة ممكنة من خلال استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يحتوي الفيلم على معلومات تتحدث عن المخيم وأبرز المحطات التي مرّ بها، ويسعى فريق العمل من أجل استكمال هذه السلسلة، حيث تم إنتاج العديد من الأفلام حتى الآن.
شخصيات
كلمة مديرة الموسوعة ا. ربا الطرش في ملتقى في المخيم يحلو اللقاء
مرحباً بكم في مُلتقانا الأول.. مُلتقى المخيماتِ الفلسطينيةِ في مدينة طرابلس وفي قلب مخيم الحرية والصبر والثبات مخيم العودة والرجولة، مخيم نهر البارد بيروتْ.. تُفاحةُ البحرِ، ونرجِسةُ الرُّخام. نعم، فبيروتْ هي خَيمتنا.. هكذا وصفها درويشُ مُتغزلاً وعاشقاً ومحباً. أيها الحفلُ الكريم. جميعنا نعلم، أنَّ المخيماتِ الفلسطينيةَ وُلدت إثرِ نَكبتِنا، فكانت الملاذَ المؤقتَ عن الديار، ولم تخلُ خيمةٌ من مُفتاح الدَارِ المُعلق وسَطَ خَوَالِفِها، تماماً كما تُعلِق الفِلسطينيةُ رايةَ فلسطين.. كلِ فلسطين، وسِط عُنُقِها. فالمخيمُ، هو التعبيرُ عن "المؤقتِ المؤلمِ"، لكنه أيضاً الشاهدُ القائمُ على كارثةِ العامْ ثمانيةٍ وأربعين.. وعلى إجرام تَتَارِ القرنِ العشرينِ ومابعده.. من عصاباتِ الاحتلالِ الصهيوني، الذين أقاموا دولتَهم فوقَ موائِدنا العامرةْ.. العامرةِ خيراً.. وثقافةً.. وهوية.. وتراث. نعم، ربما نكون هُجرنا قسراً من مَنازلنا، إلا أننا حَملنا معنا تِلك الموائدَ العامرةَ حيث رَحلنا، في قُلوبنا.. وإلى مُخيماتنا المؤقتة.. فإما نحنُ.. أو نحنْ، هكذا صرخَ محمود درويش ذاتَ يومْ، مُعبراً عن نَهجِ وإصرارِ أَجدادنا ومُقَاوِمينا في تَأكيدِ وإثباتِ هَويتنا الفلسطينية. الحفل الكريم.. إن اللاجئَ الفلسطيني، ومهما ابتعدَ بالمسافةِ عن أرضهِ ودار أجداده.. ومهما تغيرتِ جُغرافيا المكانِ من حوله، فإن الدارَ باقيةٌ.. راسخةُ.. مُتجذرةٌ في الفؤادِ والوجدانْ.. كخليةٍ حيةٍ تنتقلُ من جيلٍ إلى جيلْ. إن اللاجئَ الفلسطيني، واللاجئةَ الفلسطينية، كانوا دائما ثواراً على "المؤقت"، فجاءت ثورتهم على شَكلِ "حياة".. حياةٍ داخلَ المخيم، وكان لابد لتلك الثورة أن تَقومْ، حتى تتوازن الحياة.. وحتى لا يموتَ الحقُ في العودةِ إلى أرضكِ.. فلسطين. إن ثورة الحياة التي يصنعها اللاجئون في مخيماتهم، ليست تعبيراً عن رغبتهم بالاستمرار في العيش فيها... أبداً. لكنها الرَدُ الطبيعي والمباشرُ لمحاولاتِ كيان الاحتلالِ الغاصبِ، مَحوَ وُجودنا من الخارطةِ السياسيةْ.. وبذلك فإن استمرار الحياة داخلَ المخيم، بأحد أشكالها، تعبيرٌ عن الرغبةِ بالوجود.. الوجودِ المتمثلِ بالعودةْ، فليس مُستَغرَباً إذاً أن تُكنى المخيماتُ أو الشوارعُ أو الساحاتُ المؤقتةُ بأسماءِ المدن والقرى والجغرافيا الفلسطينية، عدا عما يُطلق من أسماءٍ حملتها الذاكرةُ الجمعيةُ لتُطلقها على المحالِ والمدارسِ وحتى الأزقةْ.. فأصبح المخيم الفلسطيني، مُصغراً عن أرضِ فلسطين. وانطلاقاً من المسؤوليةِ الفلسطينيةِ الشعبيةِ والرسميةْ، وبهدفِ تَعضِيدِ الرَوابطِ القائمةِ بين الإنسانِ الفلسطيني وأرضه المحتلة.. يَحرِصُ فريقُ موسوعةِ المخيماتِ الفلسطينية على توثيق أحوال المخيمات في الأقاليمِ الخمسْ، بكافة مكوناتها وقضاياها اليومية: الاجتماعيةِ، والثقافيةِ، والفنيةِ، والسياسيةِ، والحياتيةْ.. خاصة ما يتعلق بالشبابِ الفلسطيني الوارثِ للأرض العائدةِ حتماً. ويهدف هذا التوثيق إلى كَسرِ الصورةِ النمطيةِ للمخيماتِ الفلسطينةْ، وإبراز جوانبها الخَفيةِ، وقِصَصِها النِضاليةِ، وحياتها الغَنيةِ بالطُموحاتِ والأمل. فكل الشكر والامتنان للكل الفريق القائم على هذا المشروع الوطني الهادف، ولكل الداعمين له على ما قدموه من دعم لإتمام رحلة توثيق سرديات اللجوء الفلسطيني.