ما ذا قالت نساء المخيم
ولعل الحوار الأجمل والأغنى جاء على لسان سيدات فلسطين في مخيمات اللجوء في كل من لبنان وسورية، وبرغم كل الشموخ الذي ساد أحاديثهن، إلا أن الإجماع على فكرة الظلم الذي تعرض له الشعب الفلسطيني ولا يزال، كانت نقطة اللقاء الأبرز في أحاديثهن.
ولعل هذا حال كل أم وسيدة فلسطينية، تمزج لك القضية الفلسطينية في كل حديث، كما تمزج الخميرة في عجين الصباح، وهل للخبز من نكهة دون خميرته!، فهنا سيدة تحدثك عن الحرمان من الحقوق وتشكو غياب العدالة الأممية، وتلك تكز على أسنانها غاضبة مما يسمونه حل الدولتين، وأخريات يتواصلن مع أحبائهن ليسألن عن اسم شهيد جديد سقط تحت هيمنة الآلة العسكرية للكيان الغاصب.. تختلف البدايات في كل رواية لكنها جميعها تنتهي بأن العودة حق لا عودة عنه.
إن تقرير المصير الذي تتبجح به الأمم المتحدة في شعاراتها ومبادئها، هو الحق الأكثر انتهاكاً، على الصعيد الفلسطيني، أمام عيون الأمم المتحدة ومراقبيها، وانتهاك هذا الحق هو الهواية المفضلة لدولة إسرائيل الغاصبة، التي لا تزال تمارس قمعها ونازيتها بحق الشعب الفلسطيني وأرضه المقدسة، دون أية محاسبة مما يسمى زوراً بالعدالة الدولية، إلا أن الفلسطيني، وحده الفلسطيني يعلم أن العدالة الوحيدة المتاحة هي عدالة الانتفاضة والثورة والسلاح.